النسخة: الورقية - سعودي ترى، هل سيجدها الإسبان من الليغا أم من الشامبيونز ليغ؟ فالمنافسة الشرسة على لقب الدوري الإسباني هذا الموسم قطعت أنفاسهم وهم يهرولون وراءها من أسبوع إلى آخر، وكلما يتناقص عدد المباريات المتبقية على نهاية المشوار يتزايد التوتر والتربص بين كل أطراف اللعبة بلا استثناء، ويأتي دوري أبطال أوروبا الليلة ليسكب مزيداً من الزيت على النار! قمة الكامب نو بين برشلونة وأتلتيكو هي التي تحظى باهتمام الإسبان الأكبر أكثر من مباراة البرنابيو بين الريال ودورتموند، وربما كان ذلك بديهياً - على الأقل حسابياً من حيث عدد جماهير الفريقين في مواجهة جمهور الريال -، إضافة إلى اعتبار آخر، يتمثل في فارق النقطة التي تفصل بين أتلتيكو المتصدر والبرسا الوصيف في معركة الليغا. وربما كانت التصريحات التي أطلقها مدرب دورتموند يورغن كلوب وسبقت قدومه إلى مدريد، وقال فيها إن ريال هذا العام يختلف عن ريال العام الماضي هدأت بعض الشيء من السخونة التي تسبق لقاء الليلة في البرنابيو. ولا يمكن لمراقب أن تغيب عنه حال الهوس الكروي المسيطرة على الشارع الإسباني هذه الأيام، سواء على صعيد الجمهور المتحمس أم الإعلام المتلون، أم حتى النجوم من مدربين ولاعبين بدأوا يفقدون اتزانهم تحت وطأة ضغوط المنافسة. وبصراحة، هناك ضلع رابع يأبى إلا أن يشعل الملاعب بأخطائه الفادحة المؤثرة، التي لم يكن الشارع انتهى من ضجيجه حول أحدها حتى يأتيه التالي سريعاً. فمن أخطاء مباراة الكلاسيكو المثيرة للجدل إلى ضربة جزاء حصل عليها نيمار بيده، إلى تحكيم دون المستوى في اللقاء «الأتلتيكوتي» بيلباو ومدريد، وضربة جزاء واضحة وضوح الشمس لمصلحة دييغو كوستا تغاضى عنها الحكم، ولا تفصله عن اللعبة سوى ياردات قليلات! فكيف لم يرها؟ مستوى تحكيم يجبرني أن ألتفت خلفي وأقول: «من شاف حكام غيره هانوا عليه حكامه»! والعجيب أن بعض الزملاء الإعلاميين الإسبان يتعاملون مع هذه الأخطاء وفق مواقعهم ومواقف صحفهم أو قنواتهم - شأنهم في ذلك شأن حكامهم -، فلا يرون من الأخطاء إلا ما تسمح به «زاوية» العلاقة مع هذا النادي أو ذاك. فمثلاً، خرجت صحيفة «ماركا» صباح (الخميس) بانفراد ومانشيت عريض، يؤكد أن الفتى المدلل رونالدو لعب مباراة أشبيلية التي خسرها الريال وهو يعاني من آلام في ركبته اليسرى. وعندما بحثت وراء هذا السبق قال لي زميل من «ماركا» إن الخبر مصدره وكيل أعمال رونالدو، ولا أودّ أن أكون سيئ النية وأقول إن الخبر كان هدفه تحسين صورة النجم الكبير في أعقاب خسارة الريال وتراجعه إلى المركز الثالث في جدول الترتيب. وربما كان مثل هذا الخبر وراء غضب جماهير النادي الملكي من رونالدو في مباراته مع ريو فاليكانو، على رغم الفوز بالخمسة! أما صحيفة «سبورت» الكاتالونية، ومع ثماني صفحات أفردتها لتغطية مباراة البرسا وإسبانيول في عددها صباح (الأحد)، لم تشر من قريب أو بعيد إلى أن ضربة الجزاء التي حصل عليها نيمار جاءت في الأساس من لمسة يده هو، فلم ينتبه أي محرر منها أو سمع بالضجة التي عاشتها إسبانيا مساء (السبت) بعد المباراة، وكلها لا تتحدث إلا عن يد نيمار التي أوصلت استوديوات التحليل من جديد إلى يد لاتينية أخرى للنابغة مارادونا. «سبورت» وحدها بكل صحافييها هي التي لم تر يد نيمار! إياكم أن تتحدثوا بعد الآن عن حكامنا وإعلامنا.. «أجدع ناس»! oelshiekh25@yahoo.com