ودع أهالي منطقة الورقاء في دبي أمس، الشهيد نادر مبارك عيسى سلمان الذي فاضت روحه إلى خالقها في ميادين العز والشرف والدفاع عن حقوق وأمن واستقرار الأشقاء في اليمن خلال مشاركته ضمن قوات التحالف العربي هناك. وبالرغم من أن الألم لا يفارق فاجعة الموت، إلا أن أبناء وأخوان وأقارب الشهيد وكل محبيه، ضربوا اروع الأمثلة في الصبر والسلوان، وحولوا العزاء الى عرس للشهادة والشجاعة . والشهيد نادر له من العمر 45 عاماً، وله من الأبناء اثنان أحدهما ملتحق بالخدمة الوطنية، ومن البنات ثلاث، وفقيد الأب، ومضى على التحاقه بالقوات المسلحة نحو 27 عاماً، شارك خلالها في حربي الخليج واليمن التي عاد من أرض معركتها منتصرا على الظلم والعدوان، ومشرّفاً بهذه التضحية والواجب الوطني. ويستذكر عيسى شقيق الشهيد الأصغر، والأكثر قرباً منه في حياته، ذكرياته مع نادر، ويؤكد على عمق العلاقة بينهما، موضحا أن الشهيد لم يكن أخاً له بل أب، ومستشار وصديق، مثلما يؤكد على دماثة أخلاقه، وطيبته، وصدق تعامله مع أهله وأخوانه ومع كل من كان يعرفه، زيادة على التزامه رحمه الله بالصلاة في المسجد وأداء العبادات كافة. ويوضح أن آخر اتصال مع الشهيد أجرته زوجته معه عند الساعة الثانية فجرا، وأخبرها في نهاية الاتصال أنه سوف يعود الى أرض الوطن في العشرين من الشهر الحالي، لكنه عاد في وقت أبكر ملفوفاً بعلم الشهادة والبطولة، لتكون هذه الزيارة الأخيرة له قبل الانتقال إلى دار الآخرة. ويضيف أن نادر أنهى اتصاله الهاتفي الأخير بزوجته وانتظر برفقة أصدقائه في الميدان الى حين بلوغ أذان الفجر حيث صلوا جماعة، ومن ثم نام بعمق لا سيما وأنه قضى اليوم الذي سبق يوم شهادته في الخدمة الميدانية، مشيرا إلى أن ابن خالته المتواجد في أرض المعركة والذي كان برفقة الشهيد طوال الوقت لم ينتبه الى أنه فارق الحياة إلا بعد 12 ساعة من استشهاده، ظنا من أن نومه ناجم عن تعب وإرهاق بدني. «كلنا نتمنى الشهادة في خدمة الوطن والقيادة والدين» يقول عيسى الذي أعرب عن استعداده للتوجه مباشرة الى أرض المعركة بدل شقيقه نادر، مثلما أعرب عن فخره واعتزازه باستشهاد شقيقه في أرض المعركة والدفاع عن الحق ودحر الظالم والمعتدي. ويقول: عندما تلقيت نبأ استشهاد أخي نادر، حزنت، بكيت، فكيف لا أحزن وقد فقدت أخي وتوأم روحي، لكني في المقابل فرحت، لأن شهادته شرفتنا جميعا، فيكفيني ويكفي أمي وأبناء وبنات وأخوات وأخوان الشهيد أن نادر شهيد، ضحى بدمائه من أجل حياة أناس آخرين سلبت حقوقهم في الأمن والاستقرار والعيش بكرامة وحرية وسيادة . أما محمد شقيق الشهيد، فوقف يتكلم عن الشهيد نادر بعزة وكرامة، وبرأس مرفوع شامخ يناطح السحاب، داعيا له بالمغفرة وأن يتقبله الله مع الشهداء .