مثل العديد من المطربين الإماراتيين، الذين حققوا انتشاراً في مرحلة ما، قبل أن تخفت حدة هذا الانتشار، لأسباب مختلفة، يعود المطرب الشاب ناصر السعدي، الذي عرفته الساحة الفنية قبل أكثر من ثماني سنوات، ليطلق مجدداً بعض الأغاني المفردة، حاملاً معه خطة طموحة لإنتاج عدد من الألبومات الفنية. «لاتزال الأغنية الإماراتية في مرحلة رد الفعل، بعد تقلص دور القنوات الفضائية المتخصصة في الأغنية، وإغلاق الكثير منها، بعد أن مُنيت بخسائر مادية»، هكذا يرى السعدي، الذي كشف لـ«الإمارات اليوم»، عن أنه أحد المتضررين بشكل مباشر، من هذا الواقع. وأضاف: «كان لديَّ عقد مع شبكة قنوات نجوم، ممتد على مدار أربع سنوات، وانتهى بالتحديد في عام 2013، وهو العام الذي شكل تقريباً أوج الأزمة، ولم يتم إنتاج أي أعمال لي خلال تلك الفترة». وتابع: «على الرغم من ذلك، فإن شركات الإنتاج الحديثة، استوعبت الخبرات السابقة بشكل جيد، وأصبحت لديها قنوات عدة للترويج والتسويق للأعمال الفنية، منها استوديوهات فايز السعيد، التي وقعت معها لمدة خمس سنوات متتالية، من المنتظر أن تكون حافلة بالعديد من النتاجات المثمرة، بما في ذلك بالطبع الأغاني المفردة، والألبومات». وحذر السعدي أبناء الجيل الحالي من المطربين الإماراتيين الشباب، من التوقيع على عقود احتكار، مضيفاً «فخ الاحتكار، هو العقبة الأولى التي تعترض طريق المواهب الغنائية الإماراتية، فالمطرب الشاب لا يجد فرصة سريعة، ما يجعله فريسة سهلة لأول العقود التي تُعرض عليه، وبعضها يعوقه كثيراً في توقيتات، تمثل مفترق طرق بالنسبة له». ونفى السعدي أن يكون عقده مع السعيد نوعاً من الاحتكار الفني، مضيفاً «من الصعب أن تجد عقوداً لمطربين شباب، مع شركات الإنتاج، خالية من صيغة الاحتكار، لكن بكل صراحة إن السعيد يعمل بشكل مختلف عن هذا النمط، وجميع بنود تعاقداته تبتعد، بشكل تام، عن صيغة الاحتكار». وكشف السعدي أن باكورة تعاونه مع «استوديوهات السعيد» هو الأغنية المصورة «أناني»، من كلمات الشاعر أنور المشيري، وألحان فايز السعيد، مضيفاً «لايزال هناك العديد من المشروعات الفنية، التي سترى النور تباعاً في المستقبل القريب». وتردد السعدي كثيراً قبل الكشف عن أبرز مطامحه، واصفاً إياه بطموح «يراه البعض بعيد المنال، لكنني عازم على تحقيقه، وهو الغناء ذات يوم في أوبرا دبي». وتابع «ربما كان هذا الحلم في عداد المستحيلات قبل ذلك، لكن اعتلاء الجسمي خشبة أوبرا دبي، ومن بعده أحلام، واقع يؤكد حقيقة أن الفنان الإماراتي قادر على تحقيق نجاحات أبعد بكثير مما يتوقعه البعض، متى أتيحت له الفرصة لذلك، وتمت المراهنة عليه». ورأى السعدي أن «أوبرا دبي هي الطريق الصحيح لكي تحقق الأغنية واللحن والموسيقى الإماراتية رسالتها، في ضوء الفن والثقافة الإماراتيين، للوصول ليس فقط لآفاق خليجية وعربية، بل وعالمية أيضاً، كما دبي والإمارات». وضم السعدي صوته إلى جانب الأصوات الفنية العديدة، التي تنادي بوجود دعم حقيقي للفنان الإماراتي في الحفلات والمهرجانات الرسمية، مشيراً إلى أن «المتعهدين وذوي المصالح أحياناً يميلون إلى استدعاء أسماء بعينها، دون إتاحة الفرصة لآخرين، على نحو يجعل تلك الاستضافات حكراً على بعض الأسماء دون غيرها». في المقابل، أشار السعدي إلى أن هناك منصات محدودة تسعى إلى منح فرص حقيقية للفنان الإماراتي، مضيفاً «منصة بطولة فزاع، التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وتنقل على الهواء، تبقى واحدة من تلك المنصات المهمة، وبالنسبة لي فقد شرفتُ بأن استضافتني في ثلاث مناسبات مختلفة». «ميحد حمد» مَثلي وقدوتي قال الفنان الشاب ناصر السعدي إن الفنان الإماراتي المخضرم، ميحد حمد، الملقب بفنان الإمارات الأول، هو مثله وقدوته الفنية. وأضاف: «ما قدمه ميحد حمد، عبر مسيرة مشرفة مع الأغنية الإماراتية عموماً، واللون التراثي خصوصاً، يرسخه نموذجاً مشرفاً للفنان الذي يعطي فنه وجمهوره بلا حدود، لاسيما من حيث الكيف، على نحو يجعلنا نستمتع بجميع ما يقدم». وتابع: «صنع حمد مكتبة ثرية من الأغاني، لايزال يثريها بدأب، ويكفي لأبناء جيلي الوقوف على جانب أو حقبة وحيدة من مشواره الفني الحافل، لينهلوا الكثير من الخبرات والقيم الفنية، من رجل أجمع على قيمة فنه منافسوه قبل جمهوره».