--> يوجد لدينا الكثير من التجاوزات المرورية، التي أودت بحياة الكثير وتسببت بإصابات كانت أشنع من الموت نفسه، بالإضافة إلى الخسائر المادية التي تقدر بالمليارات على علاج المصابين، وقيمة التلفيات التي حدثت نتيجة لذلك، فالمملكة تعتبر الأولى في وفيات الحوادث في العالم للعام المنصرم، إذ بلغ معدل الوفيات 17 شخصا يوميا وأكثر من 67 ألف إصابة سنويا؛ مما أدى إلى شغل ثلث الطاقة الاستيعابية للمستشفيات بهذه الإصابات. كما أن حوادث السيارات تحتل المرتبة الثالثة للوفيات بعد أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، حيث بلغ عدد الحوادث أكثر من نصف مليون حادث هذا العام. من الأفضل أن يركز المرور السري على متابعتها ويكون لديه الصلاحية الكاملة لإنزال العقوبة المناسبة على الشاحنات المخالفة وهنا نتطرق إلى إحدى التجاوزات المرورية التي تسبب حوادث مروعة، ألا وهي فوضى الشاحنات الكبيرة على الطرق الرئيسية، وخصوصا عند مداخل ومخارج المدن، إذ نجد أن الطريق يتحول إلى ساحة سباق بجميع مساراته دون الاهتمام بأنظمة المرور التي تلزم الشاحنات بالسير بالجانب الأيمن وبسرعة محددة. مما يجعلنا نتساءل، كيف يحدث ذلك على مرأى ومسمع من رجال المرور؟، خصوصا أن أكثر هذه التجاوزات تكون على أطراف المدن، مما يربك السير ويتسبب في الكثير من الحوادث، إذ نجد بعض سائقي الشاحنات الكبيرة يسير بأقصى سرعة في أقصى اليسار وكأنه أمن العقوبة وكأن أرواح الآخرين لا تمثل له أي أهمية تذكر. ولو دققنا في الأمر، لوجدنا أن معظم سائقي هذه الشاحنات عمالة أجنبية معظمها تمتلكها شركات مختلفة من موردي ومقاولي المشاريع ونقليات البترول والمياه ونقل السيارات، بالإضافة إلى الحافلات الكبيرة لنقل الركاب، أي يمكن حصر الملكيات والسائقين بنسبة أكثر من 80%، مما يسهل مهمة المرور في مراقبة المتجاوزين لأنظمة المرور، وهي أن تتكفل كل شركة بإفهام منسوبيها القواعد الصحيحة لقيادة تلك الشاحنات، من خلال دورات قصيرة تشرف عليها إدارة المرور، يتعلم خلالها السائق قيادة الشاحنات وتغلّظ العقوبة على المستهتر ليكون عبرة لغيره. وكذلك التعامل مع الشركات التي لا يلتزم منسوبوها بالقواعد الصحيحة للقيادة، وأن تحاسب هي قبل محاسبة السائق، إذ ربما أن تلك الشركة تطالب السائق بوقت مضاعف من القياده أعلى من إمكانياته، مما يضطره إلى السرعة ومخالفة قواعد المرور؛ ليتمكن من الوفاء بما يُطلب منه لصالح الشركة. لذا، قد يكون من الأفضل حجز الشاحنة لدى المرور فترة من الزمن؛ لتحرم تلك الشركة من الاستفادة منها خلال الحجز، مما يجعلها تراعي السلامة المرورية كاملة للشاحنات والسائقين. كذلك من الأفضل أن يركز المرور السري على متابعتها ويكون لديه الصلاحية الكاملة لإنزال العقوبة المناسبة على الشاحنات المخالفة، بالإضافة إلى تكاتف الجهات ذات العلاقة في محاربة الظواهر السلبية لأنظمة المرور من إعلام وتعليم ومنابر مساجد وغيرها. مقالات سابقة: زايد الشهري القراءات: 1