بصراحة أن يرحل لاعب أو إداري أو مدرب عن أي ناد وينتقل إلى ناد آخر أو بلد مجاور فهذا أمر عادي وهي سنّة الاحتراف والحراك الرياضي، والرياضة اليوم أصبحت تجارة وبيعا وشراء، ولكن غير الطبيعي وغير المعقول أن يرحل عدد كبير من منسوبي النادي في أقل من موسم.. هنا نقول قف أخي القارئ وعزيزي الرياضي وتأمل ما يحدث، ففي ناد واحد سعودي اسمه كبير وتاريخه عريق وجماهيره حائرة وخاضعة وبعض منها ليست مصدقة لما يحدث لناديها. نعم هذا ما يجري في نادي النصر يرحل الأميز ويغادر الفعال ويبقى الأفعى وأهل الدلال، من يصدق أنه في أقل من 6 أشهر يرحل مدير عام الكرة ويلحق به النائب ويبقى المنصب شاغرا وغير مرغوب فيه ويلحق بهم أميز مدرب وأفضل رجل فني شهدته الملاعب السعودية في السنوات الأخيرة، واعتقد الكثير أنه الضحية الأخيرة بعدما فرض النظام والانضباط وأبعد البلطجة والسيطرة والجماعات والتكتلات وجعل الفريق ولاعبيه يداً واحدة وعلى قلب واحد مما حدا بهم لإطلاق اسم (عبقري) على طيب الذكر زوران، ولكن مع الأسف لم ولن يكون آخر المغادرين ليبقى المطبلون واللاعبون المفسدون والمتحزبون فجاءت الصدمة المؤلمة وغير المتوقعة أن يرحل أفضل وأميز لاعب إلى ناد كبير يستاهله رغم محاولة التقليل من الصدمة ووصفه باللاعب الاحتياطي، فالشمس لا تغطى بغربال وشتان بين خميس واللاعب (العجوز) المتصرف والمقرر والمحارب لكل متميز ليبقى الجو صافياً لتصرفاته العوجاء، واليوم يا سادة لا تعتقدوا أن الأمر قد انتهى أو توقف عند رحيل الأربعة المميزين بل الطابور طويل والكل يبحث عن مخرج أو ثغرة ليرحل بعدما طفح الكيل بهم وأصبح الوضع والأجواء العامة لا تشجع على الاستمرار، وكان معظم اللاعبين قد وضعوا أيديهم على قلوبهم من رحيل المدرب العبقري زوران مدركين أن العابث سيعود إلى ممارسة أدواره المتعددة وإبعاد جميع من يختلف معه في ظل صمت وانصياع من قبل إدارة لا يعلم سر سكوتها إلا الله. القادسية "حاس" الدوري القادسية فريق كبير وعريق وقاري وتاريخي، وما حدث له في بداية الموسم لا يليق ولا يتفق مع ما سبق ذكره إذ كان في مؤخرة الترتيب وتذيل القائمة لفترة ليست بالقصيرة متبادلاً الدور مع جاره الفتح، ولكن لأن الكبير يظل كبيرا ولا بد أن يعود انتفض بنو قادس وخطفوا المدرب الداهية أنجوس وشدوا العزم ونهضوا بالهمم وأصبحوا يجلدون الفرق الكبيرة قبل الصغيرة، وكان أول ضحية لهم فريق النصر الذي ينافس على اللقب واتبعوه بتعادل مع الهلال المتصدر على أرضه ثم جاءت القاضية على الأهلي البطل وتلقى هزيمة قاسية وكبيرة بالأربعة، وبهذه النتائج الجيدة والكبيرة يجد بنو قادس فريقهم في المركز الثامن تاركا المركز الحادي عشر في أسبوع فقط.. هذا هو الكبير والكبار فقط هم من يحدثون الفرق في وقت وجيز جدا ولكن ما عمله فريق القادسية لم يقتصر على تحسين مركزه وضمان بقائه بل "حاس" وخربط أندية المقدمة بل جعل فارق النقاط كبيراً فبعدما كان المتصدر يفرق بنقطة واحدة عن صاحب المركز الثاني أصبحت 4 نقاط و6 نقاط عن أصحاب المركزين الثالث والرابع فماذا فعلتم يا قدساويون؟ وهل سيواصل الفريق ومدربه تميزهم ويؤكدون أن نتائجهم المميزة ليست من باب الصدفة بل بعمل واجتهاد وتكاتف وقلب واحد وهذا هو الواضح. نقاط للتأمل: - كشف انتقال لاعب نادي النصر عوض خميس أن الاحتراف في واد ونحن في واد، فحرمان اللاعب من مباراة الوحدة وتجميده وإبعاده إلى نهاية الموسم دليل على حجم الصدمة وقوة الصفقة وقيمة اللاعب الكبيرة رغم محاولة الإدارة النصراوية من تقليل انتقاله ووصفه باللاعب الاحتياطي ولكن إمكانات اللاعب وموهبته سيكون أحد أبرز نجوم فريقه الجديد واذكروا كلامي جيدا والأيام بيننا. - كسب فريق القادسية اللاعب التون وكسب التحدي في تسجيله لأن النظام معه ولم يدرك من حاول عرقلة الصفقة أن تعطيل اللاعب وعدم منحه فرصة اللعب ممنوع من الفيفا فلا يجوز حرمان النادي من لاعبه ولا حرمان اللاعب من وظيفته وهي الاحتراف في الفريق مع السماح لمقاضاة المتجاوز والمتلاعب وغير الملتزم سواء كان اللاعب أو ناديه السابق وهذه رسالة للجنة الاحتراف الموقرة في اتحاد اللعبة الجديد الذي قال رئيسها: إنه سبق أن حلف لنادي اللاعب السابق بأنه لن يلعب لأي ناد آخر وهذا ما لم أكن أتمنى أن أسمعه، فالاحتراف لا يرتبط بوعود ولا التزام بل بعقود ووثائق رسمية. - استقبلت الجماهير الرياضية والإعلام والرأي الرياضي السعودي قرار اتحاد كرة القدم بزيادة حصة الحكام الأجانب لثماني مباريات بكل أريحية وسرور وكانت تمني النفس لو كانت مفتوحة وبدون عدد محدد خاصة بعد الكوارث التحكيمية للحكم المحلي الذي أثبت فشله وعدم تطور مستواه رغم أنهم يبدعون ويتميزون عندما يتم إسناد إدارة مباريات خارجية وهنا نتأكد أن ثقتهم بأنفسهم ضعيفة ومهزوزة فمن يفشل داخليا وينجح خارجيا دليل قاطع انه حكم مهزوز ويخضع للضغوط الإعلامية والجماهيرية ويكون الفشل مصيره، وهذا ما أثبتته الأيام مما حدا بالأندية بالسعي والعمل على استقطاب حكام أجانب حتى ولو كانت بمبالغ مكلفة. - اللقاء الكبير والمهم الذي يقام هذا اليوم بين الأهلي الثاني في سلم الدوري والنصر الثالث لقاء من العيار الثقيل حيث إن الفائز سيواصل المنافسة ويبقى في المركز الثاني بعد المتصدر والخاسر سيبتعد كثيرا ويصبح التعويض صعبا مستقبلا ففوز الأهلي يعني ابتعاد النصر عن المنافسة وتصعيب المهمة والعكس صحيح فلو فاز النصر فسيكون الأقرب للمنافسة وسيبعد الأهلي ويصبح الفرق كبيرا خاصة إذا ما واصل الهلال انتصاراته وسعيه للحصول على اللقب. خاتمة: أنا أعشق شخصيتي مهما كانت.. وأعشق تفاصيلي وملامحي ولا يهمني ما يقال عني.. فلم تشق أمي تسعة أشهر ليقيمني الناس. وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.