×
محافظة المنطقة الشرقية

جمعية المعاقين تعد بخطط مستقبلية لتأهيلهم

صورة الخبر

تأتي تصريحات خادم الحرمين الشريفين بوقوف المملكة ــ شعبا وحكومة ــ مع أشقائها في مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، وتجاه كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية، في توقيت مهم للغاية. ذلك أن الحكومة الانتقالية المصرية تعاني من ضغوط أجنبية متزايدة؛ نتيجة لضربتها الخاطفة لفض اعتصامات جماعة الإخوان التي قصد من ورائها تعطيل الحياة العامة وتحويل سلطة الدولة بمرور الأيام إلى سلطة رخوة غير قادرة على السيطرة، ما يمكن أن يؤدي عاجلا أو آجلا إلى فتح بوابات المستقبل المصري ومن ورائه العربي على مزيد من التدهور والتفكك، بتحويل الحكومة المصرية ومن بعدها كافة الحكومات العربية إلى حكومات فاشلة، وترك البلاد والعباد نهبا للعملاء وللجماعات الطائفية والمصلحية ومن يمولهم من القوى الإقليمية والعالمية صاحبة الأجندات التي لم تعد تخفى على أحد. تأتي هذه التصريحات القوية والحاسمة من خادم الحرمين الشريفين بعد مناقشة الشأن المصري في الأمم المتحدة في محاولة أخيرة يائسة وبائسة لتدويله، وبعد فشل كافة المحاولات السابقة للتدخل في الشأن الداخلي عبر الوساطات والمبعوثين وتعليق العضويات والتهديدات التي كان من الممكن أن تزلزل الجبال، ولكنها لم تزلزل القيادة المصرية وتمنعها من تغليب مصلحة الوطن العليا على كافة الاعتبارات الأخرى. وتأتي هذه التصريحات من خادم الحرمين الشريفين بوعي عميق بما يجري حولنا، لتعطي دلالات واضحة لا لبس فيها ولا مواربة، فلم تراع فيها الخواطر واللغة الدبلوماسية المحافظة التي اعتادت بلادنا الالتزام بها، رغم معرفتنا بالموقف الأمريكي والمواقف الغربية المناوئة، للتأكيد على أن المسألة أصبحت مصيرية بالنسبة للوطن العربي وللمسلمين جميعا، وأن التطورات بلغت حدود الخطر الذي لا يحتمل الصمت والتلفت في مختلف الاتجاهات. وحينما تساند القيادة السعودية نظيرتها المصرية في مثل هذا التوقيت هي لم تراهن على نجاح الحكومة المصرية في إخماد الفتنة وإعادة الاستقرار، ولم تراهن على معلومات استخبارية حاسمة أو محللة يمكن توظيفها لاستشراف المستقبل وتتبع مسارات الأحداث، ولكنها تحسم موقفها وتحدد الجانب الذي تقف إلى جواره، بل وتضع نفسها معه في نفس المركب مهما كانت النتائج ومهما بلغت التضحيات وتلك هي طبيعة المواقف المبدئية القيادية العظيمة. ولتصريحات خادم الحرمين الشريفين دلالات هامة، منها أن صداقتنا مع الولايات المتحدة والغرب بصفة عامة تقوم على علاقات متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل، ولا تعني الخضوع لأية إملاءات فيما يتعلق بأمننا الوطني أو بالأمن القومي العربي. فنحن نعرف أن للغرب مصالح في مصر والمنطقة، ونعرف أن تصريحات الزعماء الغربيين لا تعكس قناعاتهم دائما، بل تمليها عليهم اعتبارات كثيرة أخرى وتقديرات محدثة للمواقف بحسب المستجدات، ولذلك تظهر التناقضات، من يوم لآخر، واضحة في مواقفهم في الشأن الواحد. ولا يجب أن نتوقع أو نتوهم تطابق مواقف أو مصالح كافة القوى العالمية مع مواقفنا أو مشاركتها لنا نفس النظرة للشأن الواحد كل الوقت. ومن الدلالات الهامة أيضا لتصريحات خادم الحرمين الشريفين أن المواقف فعلا رجال لا يتلونون ولا يتبدلون. فبعد استجابة الجيش المصري لمشيئة الشعب بالتغيير بعد 30 يونيو كانت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين أول من هنأ الشعب والقيادة المصرية بالتغيير الذي يصب في مصلحة الأمة، وأعلنت دعمه من غير تردد بحزمة من المساعدات المالية والعينية. واليوم ورغم تباين المواقف الدولية وميلها للمعارضة أو الميوعة أو حتى الصمت تغنما للسلامة بالنسبة للدول الصغيرة بما فيها العربية، يستمر موقف خادم الحرمين الشريفين على نفس الثبات، ما أحدث صدى طيبا لدى الشعب المصري الشقيق وأصداء كبيرة على المستوى العالمي. ومن الدلالات الهامة الأخرى التي قد لا يتنبه لها كثيرون في تصريحات خادم الحرمين الشريفين وضوح حاجة المنطقة لقيادة صادقة جريئة تقنع المساند المتردد بإعلان موقفه وتطمئن المساند الخائف على أنه ليس في الميدان وحده. ولذلك توالت ردود الأفعال العربية المساندة لموقف خادم الحرمين الشريفين من الحكومة المصرية الانتقالية ومساندتها لكافة الإجراءات التي تطبقها لاستعادة سلطة الدولة والأمن؛ تمهيدا لما سيتبع من خطوات استكمال متطلبات دستورية واقتصادية تسعى قوى محلية وعالمية عديدة لتعطيلها. ويبقى أن نستبشر بالدور القيادي المستحق لخادم الحرمين الشريفين بعودة قريبة للاستقرار في مصر وانتصار للثورة في سوريا، لينبعث مثلث القوة السعودي المصري السوري من جديد ويعود فتيا متجددا لدوره التاريخي المعهود في ترسيخ قواعد الاستقرار والردع والتنمية في المشرق العربي. altawati@gmail.com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 130 مسافة ثم الرسالة