بدأ الحديث عن حل الدولتين بعد هزيمة مصر والعرب القاسية عام 1967 في ما يعرف إعلاميا بالنكسة، وينص الحل على إنشاء دولتين إحداهما إسرائيل والأخرى فلسطين، بناء على قرارات الأمم المتحدة، ومفاوضات تشمل الحسم في ملفات كبرى شائكة بينها قضية اللاجئين ووضع القدس، وهو حل يرى كثيرون أنه مستحيل بسبب التعنت الإسرائيلي وضخامة الملفات العالقة. حل الدولتين هو حل اقتُرح لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي على أساس قيام دولتين إحداهما إسرائيل وتقوم على أرض فلسطين المحتلة عام 1948، والأخرى فلسطين وتقوم على أراضي حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 قبل هزيمة العرب في الحرب الشهيرة التي عرفت تاريخيا باسم النكسة. وأراضي 67تضم مناطق الضفة والقدس الشرقية وغزة وما يربطها، وتشكل 22% من أراضي فلسطين التاريخية. وقبول هذا الحل يشترط الاعتراف بدولة إسرائيل وسيطرتها على 78% من أراضي فلسطين التاريخية. وعند الحديث عن هذا الحل، لا توضح الأطراف الدولية موقفها من قضايا عديدة بينها حقوق اللاجئين، ويكتفون بإيراد تعبيرات فضفاضة عن ضرورة تحقيق حل الدولتين مع إيجاد "تسوية عادلة" لتلك القضايا الشائكة. ويؤكد باحثون فلسطينيون أن أول من طرح هذا الحل هو المفكر نعوم تشومسكي مباشرة بعد هزيمة 67، وووجه مقترحه يومئذ بهجوم شرس من طرف الكتاب والسياسيين الإسرائيليين. القرار 242 جل المواقف الدولية تتبنى موقف الدولتين كحل لتسوية الصراع في فلسطين المحتلة، وقد قدمت خارطة الطريق عام 2005 موقف الولايات المتحدة برعاية مفاوضات حول هذا الحل بناء على القرارين الأمميين رقمي383 و1397. ويبقى أشهر القرارات الأممية بهذا الشأن القرار رقم 242 والذي جاء بعد هزيمة عام1967. 4165527480001 502a7b30-ed99-4eac-8e2c-695f047430e0 ae3f87e9-1c90-42ae-a623-aa9daf316cec video القرار نص على ضرورة انسحاب جيش الاحتلال من الأراضي التي احتلت "خلال النزاع الأخير" (هزيمة 67)، وأثيرت نقاشات ساخنة وما تزال حول سبب إصرار محرري القرار باللغة الإنجليزية على حذف "أل" التعريفية، ووضع "أراضي" بصيغة نكرة لكي يبقى باب التأويلات مفتوحا على كل الاحتمالات. كما يدعو القرار إلى إنهاء جميع "حالات الحرب" واحترام سيادة كل دولة في المنطقة مع الاعتراف المتبادل فيما بينها و"أن تحترم وتقر الاستقلال والسيادة الإقليمية والاستقلال السياسي لكل دولة في المنطقة، وحقها في أن تعيش في سلام في نطاق حدود مأمونة ومعترف بها متحررة من أعمال القوة أو التهديد بها". وقد ركزت إسرائيل في مطالبها على تطبيق الجزء الثاني من القرار، حيث ما فتئت تطالب بالاعتراف بها وضرب المقاومة. حل "مستحيل"؟ يرى كثير من الباحثين أن حل الدولتين مقترح يستحيل تطبيقه على الأرض، في ظل ضخامة الملفات التي يجب حسمها قبل موافقة الأطراف المعنية عليه. فالقيادات والتنظيمات الإسرائيلية البارزةلا تزال ترفض حل الدولتين لأسباب كثيرة بينها ارتباط هذا الحل بقضية اللاجئين، وهو الملف الشائك الذي لا تريد تل أبيب فتحه. كماأن العامل الديمغرافي يبقى حاسما بهذا الموضوع الشائك، حيث يؤكد باحثون فلسطينيون أن إسرائيل تعلم أنها لن تستطيع حماية "دولة ذات طابع يهودي" بسبب العدد الكبير للفلسطينيين الذين يعيشون داخل أراضي 48، إلى جانب كثرة المستوطنات في الضفة الغربية. ويبقى وضع القدس المحتلة من أكبر المحاور المثيرة للخلاف بحل الدولتين، لأهمية المدينة المقدسة. إسرائيل التي ما فتئ بعض قادتها يلوحون بقبولهم لحل الدولتين، ما لبثت على الأرض تكرس عكس هذا السيناريو برفضها المطلق وقف الاستيطان والعودة لحدود 67، وتأكيدها دائما أن لاتنازل عن القدس، وحتى تصورها عن الدولة المستقبلية لفلسطين يلخص في خلق كيان محاصر منزوع السلاح يعيش على الحصار الإسرائيلي المستمر والدائم. من الجانب الفلسطيني كذلك، توجدعراقيل كثيرة أمام تحقيق حل الدولتين، إذ تبدو قضية اللاجئين عصية على الحل، في ظل عجز السلطة الفلسطينية عن فرض حل متفق عليهبشأنها على فلسطينيي الشتات. أيضا، وإلى جانب حق العودة،لا يوجدتوافق داخلي فلسطيني حول القضايا الكبرى التي يجب حسمها في أفق اتفاق مع إسرائيل حول حل الدولتين،وبينها "حظر المقاومة". علما بأن إسرائيل التي سبق ونقضت عهودها مع الفلسطينيين مرات عديدة، تجعل من المستحيل على الآخرين الثقة بالتزامها ببنود أي اتفاق مستقبلي.