تبدأ السعودية نهاية الشهر الحالي تشغيل أطول قطار لنقل الركاب في البلاد بطول يصل إلى 1400 كيلومتر، ويربط العاصمة الرياض بمنفذ الحديثة على الحدود السعودية الأردنية. وستدشن الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» المالكة والمنفذة للمشروع، في 26 فبراير (شباط) الحالي، أولى رحلاتها بعد استكمال الاستعدادات اللازمة لبدء خدمة نقل الركاب عبر قطار الشمال. وتعود ملكية الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» إلى صندوق الاستثمارات العامة، الذراع الاستثمارية لوزارة المالية السعودية، وهي شركة وطنية متخصصة في تنفيذ وإدارة مشروعات السكك الحديدية، وتعمل على إنجاز مشروعات خطوط حديدية ضخمة بلغت تكاليفها أكثر من 21 مليار ريال (5.6 مليار دولار)، بينما تخطط الشركة لتكامل مشروعات الخطوط الحديدية في السعودية وترابطها، وتأسيس بنية تحتية للنقل بالقطارات تربط جميع مدن ومناطق السعودية. وكانت «سار» قد بدأت التشغيل التجريبي لقطار الركاب في منتصف عام 2015، وأخضعت الشركة قطارات الركاب لعشرات آلاف الكيلومترات من الرحلات التجريبية. ويمر قطار ركاب الشمال بست محطات للركاب، تبدأ من الرياض، مرورًا بكل من المجمعة والقصيم وحائل والجوف وتنتهي بالقريات. وسيكون باستطاعة المسافرين من وسط وشمال البلاد استخدام قطار «سار» للركاب، والسفر نحو وجهات جديدة بين وسط وشمال السعودية. وتوقع سليمان الحمدان وزير النقل رئيس مجلس إدارة «سار»، نتائج إيجابية كبيرة مع تدشين خدمة نقل الركاب على هذا المسار، إذ سيسهم في رفع مستوى السلامة وخفض نسب الحوادث على الطرق، إلى جانب توفير حلول نقل بديلة بين وسط وشمال السعودية، داعمة لوسائل النقل البرية والجوية القائمة حاليًا. وأضاف أن اكتمال مشروع قطارات «سار» ودخوله حيز التشغيل سيعمل على رفع جودة الحياة في المدن التي يمر خلالها، حيث سيشكل من جهة محركًا اقتصاديًا مهمًا لدعم قيام استثمارات خارج المدن الرئيسية لأنشطة تجارية وصناعية متنوعة، إضافة إلى توفير وسيلة آمنة ومريحة لنقل الركاب من تلك المناطق وإليها. وأشار إلى أن القطار سيعمل على دعم توجه الدولة في تنمية المدن الصغيرة والمتوسطة، من خلال نقل عدد من النشاطات الصناعية خارج المدن الرئيسية إلى تلك المناطق، وذلك لإيجاد تنمية متوازنة بما يضمن تخفيف العبء على المدن الرئيسية، وبما يدعم تحقيق أحد أهداف «رؤية المملكة 2030» المتمثل في تحقيق تصنيف متميز لثلاث مدن سعودية، لتكون بين أفضل مائة مدينة في العالم. وشدد وزير النقل على أهمية تطوير ثقافة النقل العام لتحقيق الاستفادة القصوى من مشروعات القطارات بين المدن، ومشروعات المترو داخل المدن الرئيسية التي تشهد إنجازات غير مسبوقة في عهد خادم الحرمين الشريفين، مشيرًا إلى أن مشروعات النقل التي يجري تنفيذها ستسهم بشكل كبير عند استكمالها وتشغيلها بالكامل في دعم أنشطة وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية في السعودية، كما ستعمل كذلك على رفع كفاءة استخدام الطاقة في قطاع النقل.