تخصصت د. منال المنصوري في مجال الليزر وتدير أحد المراكز الطبية في دبي، لأن رغبة عائلتها حالت دون تحقيق حلمها بأن تصبح طبيبة بيطرية. ولكن حبها للحيوانات لم يفتر يوماً، وقد تجسد ذلك في تبني نحو 7 قطط من قطط الشوارع، حيث عالجت إصاباتها وداوت جراحها ووفرت لها بيئة مثالية تحميها من الجوع، وقد كشفت لـ«البيان» عن إطلاق مشروع مجتمعي للحفاظ على أرواح الحيوانات عبر ملجأ نوعي يتيح للجمهور خيارات التبني والرعاية والعلاج والإنقاذ. تقول منال المنصوري: رسالتي كطبيبة لا تهدف إلى مد يد العون للإنسان فقط، بل تمتد إلى تخفيف آلام الحيوانات، التي تتعرض للإيذاء ومحاولات الاعتداء بأبشع الوسائل، ولعل ما يتم تناقله على مواقع التواصل الاجتماعي من صور ومقاطع فيديو لطُرق تعذيب القطط والكلاب وغيرها من الحيوانات، حفزني على أخذ قرار شخصي بتبني 7 قطط من الشارع،. وتوفير الرعاية اللازمة لها بما يسهم في إنقاذ حياتها وحمايتها، إضافة إلى التخطيط لإطلاق مشروع مجتمعي نوعي سيرى النور قريباً، وسيكون بمشاركة عدد كبير من المؤثرين والمتطوعين العرب والأجانب على مستوى الدولة. معاناة وتابعت: تعاني القطط السائبة من الجوع والالتهابات والأمراض والإصابات التي قد تنهي حياتها، أما القطط التي تخلى عنها أصحابها، فتكون حياتها في الشارع أصعب لأنها لا تستطيع الصيد أو تحمل درجات الحرارة المرتفعة أو الدفاع عن نفسها أو حتى عبور الشارع، وعموماً فإن معظم أمراض القطط لا تنتقل إلى الإنسان، عدا داء السُعار، وهو مرض نادر ولم تسجل أي حالة بسببه داخل الدولة. وحول قططها، قالت: «ياني» من نوع الماو العربي، و«فوكس» خليط عربي وشيرازي، و«هملول» من نوع هيمالايا، و«باونتي» قط تركي، و«بوتي» و«ميمي» من النوع الشيرازي، أما «كنغ» فهو قط بلدي. حالات وأضافت: أنقذت بمساعدة زوجين روسيين القط «ياني» من الموت بعد أن عانى من حروق من الدرجة الثالثة فقد بسببها أذنيه وانكشفت عظام أضلعه، حيث تجاوزت تكلفة علاجه 10 آلاف درهم، ليحظى بعد ذلك بعناية منزلية مكثفة، أما «فوكس» فيعيش بعين واحدة وقد نصحني الأطباء بإعطائه إبرة الرحمة، لأنه كان يعاني من التهابات وجرح عميق، ولكنني نجحت في مداواة جرحه دون الحاجة إلى عملية ترقيع، مسجلة بذلك أول حالة علاج نوعية، وقصص بقية القطط لا تقل مأساوية عنها. توعية وبسؤالها عن كيفية تعزيز التوعية بالرفق بالحيوان على نطاق أوسع، أشادت المنصوري بالجهود الوطنية المبذولة في هذا الجانب، والتي تتجسد في حملات وقوانين رادعة، وقالت: تبدأ التوعية من المنازل وقلة من الصغار من يجيدون التعامل مع الحيوانات المنزلية بإنسانية. حيث يتربى بعض الأطفال على أن الحيوانات موبوءة ومتوحشة وتثير الاشمئزاز، أما البعض الآخر فيتعامل معها على أنهما دمى قد يلهو بها لساعات ثم يضربها ويرميها، في حين يُفرغ البقية غضبهم عبر تعذيب القطط أو الكلاب وسجنها، والمؤسف أن الحمامات هي مكان إقامة كثير من القطط في المنازل. أنشطة دعت منال المنصوري إلى ضرورة تفعيل أنشطة مدرسية هدفها تعليم الرفق بالحيوان، وقالت: دور المدرسة لا يقل أهمية عن دور الوالدين، وعموماً يجب مكافحة التخلص من الحيوانات عبر تسميمها أو خنقها بالغاز أو رميها في المناطق الصحراوية لتموت ببطء.