استقال ضابط رفيع في جيش جنوب السودان متهماً الرئيس سلفاكير ميارديت بقيادة حملة «تطهير عرقي»، وفقاً لكتاب الاستقالة. وقال نائب رئيس قطاع الخدمات اللوجيستية في الجيش، الفريق توماس سيريلو سواكا: «نفد صبري من إدارة الرئيس والقائد العام (للجيش)، ورئيس الأركان وغيرهم من كبار الضباط» المنتمين إلى قبيلة الدينكا. واتهم سيريلو، الذي ينتمي إلى قبيلة باري، الرئيس وضباط الجيش النظامي بممارسة «نسف منهجي» لاتفاق السلام الذي وقِّع في العام 2015 والسعي الى «تطبيق أجندة» مجلس قبيلة دينكا. واتهم هؤلاء بارتكاب جرائم ضد الإنسانية تخللتها عمليات «تطهير عرقي» و«تهجير قسري». وأكدت مصادر عدة أن سيريلو غادر البلاد من دون أن تتمكن من تحديد وجهته. واندلعت الحرب الأهلية في جنوب السودان بين قوات سلفاكير وأنصار نائب الرئيس السابق رياك مشار في كانون الأول (ديسمبر) 2013 وأسفرت عن سقوط عشرات آلاف القتلى فيما نزح 3 ملايين. وظلّت ولاية الاستوائية الوسطى (جنوب) التي يتحدر منها ، في منأى عن المعارك، إلا أنها باتت في الأشهر الستة الأخيرة مسرحاً لأسوأ أعمال عنف شهدتها البلاد. وقال سيريلو إن الرئيس والقريبين منه حولوا الجيش الحكومي إلى جيش «قبلي» تابع للدينكا ساهم في عمليات «قتل منهجي واغتصاب النساء وحرق القرى بذريعة ملاحقة متمردين». وأضاف أن عناصر الجيش ممَن ينتمون الى الدينكا انتشروا في مناطق لا تتضمن وجوداً للقبيلة بهدف «الاستحواذ على الأراضي». وأفاد خبراء الأمم المتحدة في كانون الأول الماضي، بأن عملية «تطهير عرقي» تجرى في عدد كبير من مناطق جنوب السودان، في إشارة إلى الانتهاكات التي يرتكبها جنود حكوميون. على صعيد آخر، عثرت قوات الأمن السودانية أول من أمس، على مواد تُستَخدم في صناعة متفجرات خلال مداهمة شقة في الخرطوم، بعد وقوع انفجار صباح اليوم ذاته، أسفر عن جرح رجل، وفق بيان للشرطة. واقتحم عناصر الشرطة وجهازي الأمن والاستخبارات الوطنية الشقة التي تقع في حي اركويت السكني في جنوب الخرطوم، بعد وقوع انفجار في المبنى ذاته نحو الساعة الثانية فجراً. وذكر بيان الشرطة أنه «عُثر خلال عملية الدهم على مواد تُستخدم في إحداث انفجارات ضخمة، مع بعض جوازات السفر الأجنبية». وكشفت التحقيقات أن الانفجار أدى الى جرح رجل يُعتقد أنه كان يجهز العبوة. وذكر البيان أن الجريح «ذهب الى مستشفى قريب رفض استقباله او معالجته قبل إبلاغ الشرطة، والآن غادر المستشفى وتوارى عن الأنظار». وتعمل الشرطة على ملاحقة الرجل إضافة إلى آخرين، من دون أن ترد معلومات اضافية عنهم أو عن الجوازات التي عُثر عليها. وشوهد عناصر أمنيون يخرجون من المبنى الذي تم تطويقه وهم يحملون أكياساً بلاستيكية تحوي مواد ضبطت داخل الشقة. ويقول السكان إنه إضافة الى العائلات السودانية، يعيش مصريون وسوريون في هذه المنطقة. ويؤكد المسؤولون السودانيون دائماً أنهم يضاعفون جهود محاربة التطرف، رغم أن الولايات المتحدة لا تزال تضع السودان منذ العام 1993 على لائحة الدول التي ترعى الإرهاب، الأمر الذي تنفيه الخرطوم بشدة.