يقف عدد كبير من الافغان في صف طويل في كابول، في انتظار تسجيل اسمائهم على القوائم الانتخابية قبل ستة ايام من الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية ولسان حالهم يقول "سأصوت حتى لو كلفني ذلك الموت". وتجاوز عددهم مئتين امام احد المكاتب الانتخابية في حي كارتي شاه في غرب العاصمة الافغانية. وكان على بعضهم الانتظار لساعات طويلة للحصول على البطاقة التي تخوله التصويت السبت المقبل. لكن العملية الانتخابية محفوفة بالخطر. فمكاتب التسجيل هذه هي بين الاهداف التي توعد متمردو "طالبان" بمهاجمتها في اطار حملة عنف تهدف الى تعطيل انتخابات لا يعترفون بشرعيتها. وفي كابول بات العنف شبه يومي مع اقتراب موعد الدورة الاولى. والسبت، تعرض مقر اللجنة الانتخابية المستقلة، الهيئة المكلفة الاشراف على حسن سير الانتخابات، لهجوم استمر ساعات عدة شنته مجموعة مسلحة من طالبان. وكان مقر لمنظمة غير حكومية تعرض لهجوم مماثل الجمعة خلف قتيلين، ومثله مكتب آخر لتنظيم الانتخابات الثلثاء بلغت حصيلة استهدافه خمسة قتلى. لكن الطالب عبد الوارث سادات (21 عاما) يؤكد ان "هذه الهجمات سيكون لها مفعول مضاد"،موضحاً "لن تساهم هجمات طالبان سوى في زيادة تصميم الناس على المشاركة في الانتخابات". ويضيف "ان يسجل (المرء) اسمه ويدلي بصوته هو الرد الوحيد على طالبان. الناس يريدون التغيير، والسبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو ان يدلوا باصواتهم". ويقول التاجر رسول خرامي (ستون عاما) "يستطيع الانتحاري ان يفجر نفسه في طابور المنتظرين. ولكن لو كنت خائفا لما انتظرت هنا للحصول على بطاقة انتخابية. لكل صوت اهميته، وساصوت حتى لو كلفني ذلك الموت". وحتى الآن، سجل نحو 3,6 ملايين افغاني اسماءهم على القوائم الانتخابية، علما بأن 13 مليون افغاني يمكنهم نظرياً المشاركة في عملية الاقتراع. وتبقى نسبة المشاركة احد الالغاز الكبيرة في هذه العملية، وخصوصا بسبب اعمال العنف او المسافة البعيدة لبعض مراكز الاقتراع في بعض المناطق النائية من افغانستان. وفي الانتخابات الرئاسية السابقة في 2009 بلغت نسبة المشاركة 33 في المئة بحسب الامم المتحدة. واعلنت اللجنة الانتخابية المستقلة ان "عشرة في المئة من مكاتب الاقتراع ستغلق يوم الانتخابات بسبب الاوضاع الامنية". وقال المسؤول في اللجنة ذو الحق ارمخيل في مؤتمر صحافي ان "هذه المكاتب ستظل مغلقة لانها تقع في امكنة لا يستطيع المراقبون الوصول اليها واذ تشكل القنابل المحلية الصنع خطرا، او لان المناطق المعنية ليست مأهولة بالقدر الكافي". ويتنافس ثمانية مرشحين لخلافة الرئيس حميد كرزاي، الوحيد الذي حكم افغانستان منذ الاطاحة بنظام طالبان العام 2001 والذي يحرمه الدستور الترشح لولاية ثالثة. وابرز هؤلاء المرشحين زلماي رسول، وزير الخارجية الاسبق القريب من السلطات، واشرف غاني الاقتصادي النافذ، وعبدالله عبدالله المعارض الذي حل ثانيا في انتخابات 2009. وزار عبدالله الاحد ولاية قندهار التي تشكل معقلا لطالبان في جنوب البلاد حيث تطرق الى اعمال العنف التي تخللت الحملة الانتخابية. وفي اجتماع سياسي في مدينة قندهار عاصمة الولاية، قال بلغة الباشتون التي ينطق بها عدد كبير من سكان هذه المنطقة ان "هذه الهجمات لن تمنع الشعب الافغاني من التوجه الى صناديق الاقتراع". في الوقت نفسه، اعلنت بوخارست مقتل جندي روماني في القوة الدولية للحلف الاطلسي (ايساف) بانفجار قنبلة محلية الصنع خلال عودته من دورية في ولاية زابل (جنوب).