باريس: ميشال أبو نجم يحمل وفد «هيئة باريس الكبرى للاستثمار» رسالة إلى مسؤولي الصناديق الوطنية الخليجية ورجال الأعمال والبنوك والمتمولين وكل من يرغب في الاستثمار، واضحة وصريحة: «تعالوا إلى باريس الكبرى» واستفيدوا من الفرص التي توفرها ومن المزايا التي تتمتع بها على كل الصعد، وخصوصا من المشاريع العملاقة الجديدة التي لا تنحصر فقط داخل حيطان العاصمة الفرنسية، بل تتمدد لتطال ما يسمى «باريس متروبول»، أي العاصمة ومحيطها في إطار المخطط التنفيذي الجاري العمل عليه. الوفد الاقتصادي الفرنسي المكون من بيار سيمون، رئيس هيئة باريس الكبرى للاستثمار وكيارا كورازا، مديرتها العامة وأرنو دو بريسون، المدير التنفيذي لسوق باريس المالية وجوزيه ميكايل سينو، مدير الاستراتيجية والتسويق في شركة «فينسي» للإنشاءات والطبيب البروفسور ألكسندر مينيون، من مستشفى أوتيل ديو باريس وكلية رينيه ديكارت الطبية وآخرين، يبدأ جولته الخليجية غدا في العاصمة الإماراتية أبوظبي ثم ينتقل بعدها إلى مدينة جدة يعود بعدها إلى دبي، محطته الأخيرة في المنطقة. ليست هذه المرة الأولى التي يجول فيها مسؤولون من «هيئة باريس الكبرى للاستثمار» على بلدان الخليج، إذ سبق لهم أن تنقلوا في عواصمها مرارا كذلك فإنهم دأبوا على زيارة الساحات المالية الرئيسية الكبرى عبر العالم بما في ذلك الناشئة منها في الهند وروسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل وكوريا الجنوبية واليابان وتركيا والصين. يقول بيار سيمون، متحدثا لـ«الشرق الأوسط» إن الهيئة التي يرأسها تريد أن تعرض على المستثمرين الخليجيين الفرص التي توفرها باريس في القطاع العقاري أو الشراكات الصناعية أو في قطاعات الصحة والبيئة والبنى التحتية والنقل والخدمات والبحوث، مستندا إلى الأسماء الكبيرة الفرنسية والعالمية التي تنتمي إلى الهيئة من جهة وإلى المشاريع المقررة في محيط باريس الكبرى للسنوات القادمة والتي توفر حقيقة فرصا جديدة. وتبين بعض الأرقام أهمية ما تمثله باريس الكبرى وما توفره من خدمات وفرص. فمن جهة هي الأكبر في أوروبا، إذ يبلغ تعداد سكانها عشرة ملايين شخص، كما أن ناتجها الداخلي الإجمالي يصل إلى 600 مليار يورو وعدد الشركات الكبرى الموجودة فيها يزيد على 600 شركة. أما من حيث العمالة، فإن قطاعاتها الاقتصادية توفر ستة ملايين وظيفة. ويشدد بيار سيمون على أهمية وجود العنصر الإنساني المتخصص بفضل جامعاتها ومعاهد البحث العلمي. يضاف كل ذلك إلى موقع باريس المركزي في أوروبا وكونها تتوسط سوقا من 500 مليون نسمة وقربها من العواصم الأوروبية الأخرى، إذ تقع برلين على مسافة ساعة ونصف، ولندن ساعة وعشرين دقيقة، وروما ساعتين كذلك مدريد. ومن جانبها، نوهت كيارا كورازا بميزة الانفتاح التي تطبع السوق الباريسية مستدلة على ذلك من حصة الشركات الأجنبية في الرسملة البورصية لمؤشر «كاك» الفرنسي إذ إنها تصل إلى 45 في المائة من قيمتها الإجمالية. وفي هذا السياق، نوهت المديرة العامة بالإجراءات والتدابير والخطط التي تعدها الحكومة الفرنسية من أجل تسهيل الاستثمار في الاقتصاد الفرنسي، مشيرة إلى اجتماع «المجلس الاستراتيجي» لاجتذاب الاستثمارات الأجنبية الذي عقد في قصر الإليزيه بحضور مستثمرين وخبراء من كل أنحاء العالم. ويحمل الوفد في جعبته الكثير من المشاريع الجاهزة للتنفيذ للمستثمرين الخليجيين. ومعلوم أن هؤلاء يفضلون تقليديا الاستثمار بشكل رئيس في سوق الفنادق والعقارات الراقية داخل العاصمة الفرنسية. ويريد الوفد إبراز وجود فرص أخرى واعدة بفضل المخطط التوجيهي لباريس الكبرى الذي يتضمن مشاريع عقارية جديدة وبناء محطات للقطارات ومساكن ومراكز تجارية ضخمة فضلا عن التخطيط لإنشاء مراكز أبحاث علمية ومدن جامعية وبيئات متخصصة في الصناعات عالية التقنية والمستشفيات والقطاع الصحي. ووفق المخطط التوجيهي، فإن هذه المشاريع تزنر العاصمة الفرنسية، بحيث يتكامل نسيجها الاقتصادي وتتمدد العاصمة إلى خارج أسوراها التقليدية لتشكل «باريس متروبول».