قبل الانقلاب الفاشل وبعده وقبل الأحكام العرفية وبعدها كان إردوغان يحرك تركيا بطرف إصبعه وهو بلا صلاحيات، وحين تطلب الأمر أكثر من هذا أدار تركيا كلها من الغرب الأميركي للشرق الروسي. كل هذا فعله والدستور يعطي السلطة للبرلمان ورئيس الوزراء ولا يعطيه شيئاً مذكوراً، فما ذا سيفعل بعد أن تصبح تركيا دولة رئاسية؟ إردوغان سياسي كبير نقل تركيا نقلة اقتصادية كبرى، تعجبني شخصيته ومواهبه وتبهرني سلطته الأسطورية.. كل الذين هيمنوا بطريقته جاءوا على ظهر دبابة وسيطروا، أما هو فجاء على ظهر الاقتصاد وظهر الاقتصاد ليس مثل ظهر الدبابة فكيف جعله يكون كذلك؟ يقول البعض: إن ظهر الدبابة يصنع الخوف، وظهر الاقتصاد يصنع الحب، وإن من جاء بإردوغان يسقطه إذا تراجع الاقتصاد، وأظن أن هذا لن يحصل فقد وصلت عروقه (الأرض السابعة). قد يبدو هناك شبه بين قيصر روسيا وسلطان تركيا، لكن هناك فرق كبير بين القادم من الاستخبارات والقادم من بلدية اسطنبول. أهلاً برجل المبادرات والتحولات.. أهلاً بالسلطان إردوغان الأول.