أطلقت كوريا الشمالية صاروخا باليستيا سقط في البحر في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، في أول اختبار من نوعه منذ انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أشارت إدارته إلى أن رد واشنطن سيكون محسوبا لتجنب تصعيد التوتر. وقال الجيش الكوري الجنوبي، إن من المحتمل أن الاختبار أُجرى على صاروخ من طراز موسودان متوسط المدى سقط في بحر اليابان، وليس على صاروخ باليستي عابر للقارات كانت كوريا الشمالية قالت إنها قد تجري اختبارا له في أي وقت. وتمثل التجربة الصاروخية أول اختبار لتعهد ترامب باتخاذ نهج متشدد تجاه نظام كوريا الشمالية الذي أجرى العام الماضي تجارب نووية وصاروخية، بمعدل لم يسبق له مثيل في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة. وقال مسؤول أمريكي، إن إدارة ترامب كانت تتوقع استفزازا من كوريا الشمالية بمجرد توليها السلطة وسوف تبحث عددا من الخيارات ردا عليه لكن تلك الخيارات ستكون محسوبة لإظهار حسم الولايات المتحدة فيما تتجنب التصعيد. وفي وقت لاحق قال ستيفن ميلر مستشار البيت الأبيض في برنامج فوكس نيوز صنداي التلفزيوني سنعزز ونقوي تحالفاتنا المهمة في منطقة المحيط الهادي في إطار استراتيجيتنا لردع ومنع العداء المتزايد الذي رأيناه في السنوات الأخيرة من النظام الكوري الشمالي. وقال المسؤول الأمريكي الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن من المرجح أن تزيد الإدارة الجديدة من الضغط على الصين لكبح جماح كوريا الشمالية بما يعكس تصريحات سابقة لترامب قال فيها إن بكين لم تفعل ما يكفي في هذا المجال. وقال المسؤول الأمريكي لم تكن مفاجأة زعيم كوريا الشمالية يحب أن يلفت الانتباه في أوقات كهذه. جاءت التجربة الصاروخية بعد يوم من اجتماع ترامب ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي، وتأتي أيضا بعد مكالمة هاتفية لترامب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ. وقال ترامب للصحفيين في بالم بيتش بولاية فلوريدا بجوار آبي أريد فقط أن يفهم الجميع وأن يعرف تماما أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف وراء اليابان حليفتنا العظيمة 100 بالمئة. ولم يدل بمزيد من التصريحات. ووصف آبي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع ترامب إطلاق الصاروخ بأنه غير مقبول مطلقا. وانضمت وزارة الخارجية الفرنسية إلى عملية الإدانة وأصدرت بيانا قالت فيه إن فرنسا تؤكد تضامنها مع شركائها في منطقة آسيا والمحيط الهادي التي يهدد البرنامج الكوري الشمالي النووي والباليستي أمنها. والصين هي الحليفة الرئيسية لكوريا الشمالية لكنها تشعر بخيبة الأمل من استفزازات بيونجيانج المتكررة على الرغم من أنها تقاوم ضغط واشنطن وسول لكبح كوريا الشمالية وزعيمها الشاب كيم جونج أون. ولم ترد وزارة الخارجية الصينية على طلب للتعقيب على الفور صباح اليوم الأحد. وقال المسؤول الأمريكي إن ترامب ومستشاريه سيبحثون على الأرجح سلسلة من الردود المحتملة بما يشمل فرض عقوبات أمريكية جديدة لإحكام القيود المالية على بيونجيانج وزيادة العتاد البحري والجوي في شبه الجزيرة الكورية وحولها وتسريع وتيرة نشر أنظمة دفاع صاروخية في كوريا الجنوبية. لكنه أضاف أن أي رد فعل سيسعى لتجنب تصعيد التوترات في ضوء أن الصاروخ لم يكن عابرا للقارات وأن بيونجيانج لم تجر تجربة نووية جديدة. تعهد ترامب بانتهاج سياسة أكثر حزما مع كوريا الشمالية لكنه لم يعط إشارة واضحة عن كيفية اختلاف سياسته عن سياسة سابقه أوباما التي أطلق عليها الصبر الاستراتيجي. وفي يناير كانون الثاني كتب ترامب في تغريدة على تويتر لن يحدث ذلك بعد أن قال كيم إن بلاده توشك على اختبار صاروخ عابر للقارات لكن مستشاريه لم يوضحوا أبدا الطريقة التي يعتزم بها تنفيذ ذلك. وقال مكتب رئيس هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية في بيان إن الصاروخ أطلق من منطقة تسمى بانجيون في المنطقة الغربية بكوريا الشمالية قبل الساعة الثامنة صباحا (2300 بتوقيت جرينتش يوم السبت) وقطع مسافة نحو 500 كيلومتر. وأضاف تقييمنا أنه في إطار استعراض القوة ردا على الموقف المتشدد للإدارة الأمريكية الجديدة ضد الشمال. وقال مصدر عسكري كوري جنوبي إن الصاروخ الباليستي الذي أطلقته كوريا الشمالية اليوم الأحد وصل لارتفاع نحو 550 كيلومترا. وفيما قالت سول في البداية إن الصاروخ على الأرجح من نوع رودونج متوسط المدى فقد قالت فيما بعد إن من المرجح أنه من طراز موسودان المصمم لقطع مسافات تصل إلى ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف كيلومتر. وحاولت كوريا الشمالية إطلاق صاروخ موسودان ثماني مرات العام الماضي . واعتبر مسؤولون وخبراء في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إن عملية إطلاق واحدة فقط قطع فيها الصاروخ 400 كيلومتر أي ما يزيد على نصف المسافة إلى اليابان كانت ناجحة. وقال كيم في خطاب ألقاه بمناسبة العام الجديد إن بلاده توشك على إجراء اختبار إطلاق صاروخ عابر للقارات وقالت وسائل إعلام رسمية وقتها أن مثل ذلك الإطلاق قد يحدث في أي وقت. وتسببت التصريحات في تعهد برد فعل قوي من وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، عندما زار كوريا الجنوبية في وقت سابق من هذا الشهر. وبمجرد تطويره بالكامل سيعتبر نجاح كوريا الشمالية في إطلاق صاروخ عابر للقارات تهديدا للولايات المتحدة التي تبعد نحو تسعة آلاف كيلومتر عن كوريا الشمالية. والحد الأدنى لمدى الصواريخ العابرة للقارات هو نحو 5500 كيلومتر لكن بعضها مصمم ليقطع مسافة تصل إلى عشرة آلاف كيلومتر أو أكثر. وأجرت كوريا الشمالية اختبارين نووين وعددا من اختبارات الصواريخ العام الماضي فيما قال عنه الخبراء والمسؤولون إنه يمثل تقدما في قدرات التسلح على الرغم من أن تجربة اليوم الأحد هي أول تجربة لصاروخ باليستي يتم رصدها منذ أكتوبر/ تشرين الأول. ودفعت تجاربها المتكررة واشنطن وسول للاتفاق على نشر نظام (ثاد) المضاد للصواريخ في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من هذا العام، وهو ما تعارضه بكين بشدة خشية أن تهدد أنظمة الرادار القوية الملحقة به أمنها الخاص. وتأتي تجربة الإطلاق اليوم الأحد في وقت حرج بالنسبة لكوريا الجنوبية التي تواجه رئيستها باك جون هاي، تجميدا لسلطاتها بعد تصويت البرلمان في ديسمبر/ كانون الأول بتأييد مساءلتها. وستبت المحكمة الدستورية في مصير الرئيسة. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)