في حفل العرضة السنوية ضمن نشاط المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية ٣١ قام الملك سلمان حفظه الله بتقبيل علم المملكة على نحو عفوي وبتأثر شديد وإحساس مرهف عالي يروي خلف تلك القبلة قصة ستكشفها الأيام وسيسطرها التاريخ ويوثقها المؤرخون ويرويها الأبناء للأحفاد ويدرسها التعليم للطلاب في المدارس والجامعات يوماً ما عن مؤامرات ومخططات كانت تحاك لزعزعة أمن بلاد الحرمين الشريفين وشرور كانت قاب قوسين أو أدنى تحدق بأهله وبأهل الخليج بل بالوطن العربي بأكملة وما كانت تلك الدموع التي أغرورقت في عيني خادم الحرمين الشريفين سوى إنعكاس لما يجوب في خاطره ويدور مابين عقله وقلبه ومن منطلق قاعدة أصولية شهيرة بين العلماء:الحكم على الشيء فرع عن تصوره أنطلق ملك الحزم والعزم ففكر وتصور فتأثر وأنا هنا لا أطرح كلمات إنشائية بل هي الحقيقة والواقع فتخيل حفظه الله حال دينه ووطنه ورعيته لو لم يتخذ القرار التاريخي الصعب والحازم (فقرار الحرب ليس بالأمر الهين السهل) بالبدء بعاصفة الحزم وأستحضر في ذات الوقت الخسائر البشرية من ضحايا الحرب من أبناء قواتنا المسلحة والتي بلا شك تؤلمه كما تؤلم أهالي الشهداء الأبطال والشعب أجمعين وأيضا ضحايا الحرب الأبرياء من أخوتنا في اليمن الشقيق الحبيب يمن العروبة والإيمان والحكمة. ذلك أحبتي مادعى الملك سلمان يبدو متأثر وحزين كلما لامست عيناه راية التوحيد وهو يعلم جيداً قبل غيره من المسؤولين كملك وكقائد أعلى لكافة القوات العسكرية الأخطار والمطامع والأحقاد التي تلتف وتحيط بأرض الحرمين الشريفين وأولها أطماع النظام المجوسي الصفوي الإيراني في تحقيق أحلامه بإقامة إمبراطورية فارس وخلق حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان ويصل للأردن وفلسطين شمالاً واليمن وعمان جنوباً وعندما يصبح سيداً لهذا الحزام سيستخدم النفط وموقع الخليج العربي (الفارسي كما يسمونه) للسيطرة على بقية العالم الإسلامي. وتلك الأطماع أصبحت لا تخفى على أحد بعدما أصبح مسؤولي النظام الإيراني بداية من مرشدهم الديني الأعلى إلى أصغر مسؤول فيهم يصرحون بها في وسائل الإعلام المختلفة بأن العراق جزء من إيران تاريخياً وأن البحرين محافظة إيرانية والمملكة معتدية في اليمن وليست جديرة بإدارة الحرمين الشريفين ويساعدهم في ذلك نظرة الغرب تجاه المـــشروع الإيراني وهي نظرة مادية بحته بالبحث عن دولة قوية تحمي تدفقات النفط لهم دون تعثر أوتوقف. إلا أن دول الخليج بحكمة قادتها وعوا وعلموا في الوقت المناسب بالمخطط الإيرني لضرب وتفكيك منظومة دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها السعودية الدولة الكبرى اليوم وقائدة العالمين الإسلامي والعربي وأن ليس لدى النظام المجوسي مانع في التعامل مع إسرائيل وتنظيمات القاعدة وداعش الإرهابيين وغيرها بل الشيطان نفسه من أجل تحقيق أهدافهم وفي مقدمتها نزع المكانة الدينية التي تتمتع بها السعودية كونها خادمة للحرمين الشريفين وفرض السيطرة الإيرانية على الأماكن المقدسة مما دعى قيادات دول الخليج برمي إختلافات وجهات النظر فيما بينهم خلف ظهورهم للأبد والإتحاد فيما بينهم ومع شعوبهم لرد كيد الكائدين في نحورهم بتكوين تحالف عسكري عربي تقوده السعودية وبمشاركة جميع دول الخليج عدا عمان وعدد من الدول العربية لتحرير أرض اليمن من الإنقلابيين وإعادة الشرعية للحكومة اليمنية المنتخبة من الشعب. وأخيراً من يشكك في التوجهات الإيرانية وكما قرأت فعليه التوجه إلى المكتبة العامة في طهران ليجد في الواجهة صفحة من كتاب تراثي طولها متر وعرضها كذلك وضعوها في صندوق بلوري مكتوب فيها:«كيف للعرب الأنذال أن يسقطوا الإمبراطورية الفارسية علينا أن نعيدهم إلى الصحراء من جديد». حفظ الله بلاد الحرمين الشريفين أرضاً وملكاً وشعباً من كيد الكائدين ومن حسد الحاسدين الصفويين اللهم أجعل راية التوحيد عالية خفاقة براقة وأجعل كيد الفرس في نحورهم يارب العالمين وأحفظ جنودنا المرابطين على حدود بلادنا وأجعل يالله تدبير الأشرار تدميرهم وأجعل دائرة السوء تدور عليهم و لاتجعل لهم يارب طائرة في السماء تطير ولا دبابة على الأرض تسير وأجعلهم غنيمة لجنودنا البواسل المسلمين. والله من وراء القصد من قبل ومن بعد الرأي كتاب أنحاء محمد سعيد آل درمة