الخبر العالمي الذي تناقلته وكالات الأنباء عن أُرجوحتي ابنتي الرئيس أوباما ماليا وساشا اللتين كانتا منصوبتين في حدائق البيت الأبيض بالقرب من المكتب البيضاوي وسحبتا أخيراً مع اقتراب موعد مغادرة العائلة لمقر الرئاسة! وبحسب الخبر أعطيت هذه الألعاب إلى جمعية خيرية. وعن المرجيحة أو (الدروفه) كانت هذه الإطلالة عنها، كيف بدأت ولماذا هي لعبة منتشرة على مستوى العالم.. وتوجد في الدول الغنية جداً والفقيرة جداً جداً. إذ إنها اللعبة المفضلة للكبار والصغار، وكم شاهدنا خصوصاً خارج المملكة رجالاً كباراً بل عجائز وهم يستمتعون بركوب «الدروفه» واللعب بها بصورة تثير حتى أحفادهم.. ولكن كيف بدأ الإنسان في اكتشافها واللعب بها؟. ببساطة منذ عصر الإنسان البدائي الذي كان يعيش على الفطرة ويحاكي ما يشاهد من حوله، فخلال مشاهدته لإنسان الغاب والقرود وكيف يتمرجحون من خلال أغصان الأشجار وهم يبتسمون في سعادة، فراح يحاكيهم بربط بعض الأغصان بعضها ببعض، ومن ثم الجلوس عليها والتمرجح، ومع الأيام وتطور الإنسان استطاع أن يضع على هذه الأغصان جلوداً وصوف الحيوانات التي اصطادها وأكلها، فشعر براحة أكثر خلال جلوسه واستمتاعه باللعب بها، وبالتالي راح يطور هذه اللعبة يوماً بعد يوم، فراح يصنع الحبال من ليف وأغصان الأشجار، بل ويضع وسادة محشوة بالصوف ومغطاة بالجلد. ومع تطور الإنسان وقيامه ببناء مسكنه لم ينس أقدم ألعابه ليجد لها مكاناً في بيته عبر ربط حبل قوي فوق عمود فتحة الباب أو النافذة لتكون بعد ذلك «الدروفه» جاهزة للاستعمال.. وتمضي الأيام والعقود والقرون وإذا بهذه اللعبة تحظى باهتمام الشركات والمؤسسات في العالم لتطورها وتقدمها بصورة مذهلة، فهي تُصنع الآن من خلال مصانع متخصصة وحرفيين بارعين يقدونها بصور مدهشة تغري الناس على الإقبال على شرائها، بل قامت العديد من الدول بتأمينها ونصبها في الحدائق والمتنزهات العامة وداخل ساحات الألعاب في المدارس والمجمعات السكنية، بل وحتى داخل الأسواق والمجمعات التجارية.. وحظيت هذه اللعبة برصدها وتوثيق حكاياتها، فدخلت في روايات الأدب والقصص والحكايات، بل أبدع العديد من الرسامين وفي مختلف العصور على رسم مئات اللوحات المستوحاة من «الدروفه»، جسدوا فيها مواقف وأحداث رومانسية وعاطفية. وتوجد في متاحف العالم الشهيرة بعض هذه اللوحات، تعتز وتفخر بها هذه المتاحف كما يعتز عشاق اللوحات الفنية باقنائهم لوحات عن هذه اللعبة المحببة «الدروفه» والتي كلما شاهدوها عادوا لتلك اللحظات الحميمة التي لعبوا بها مع شقيقاتهم وأشقائهم أو حتى معارفهم.. وما زلت أذكر تلك الهدية التي أهداها أحد الأبناء لأفراد أسرته والتي اعتز وافتخر بها والده من بين مختلف الهدايا التي قدمت لاستراحتهم في مزرعة جدهم. كانت الهدية عبارة عن مجموعة ألعاب ومن بينها لعبة «الدروفه» والتي كانت سيدة العقد كما وصفها الجد، فهمست في أذنه «قل بصراحه يا أبا فيصل لماذا اعتبرتها سيدة العقد»؟! فقال: لأنها أول لعبة لعبتها عندما كنت صغيراً، وما زلت أذكر كيف كانت والدتي - رحمها الله - تدفعني من الخلف وهي تسمي علي، وكلما شاهدتها تذكرتها وهي معلقة في رواق البيت.. مشهد لا أنساه، والابن فيصل أعاد لي ذكريات «الدروفه» وكيف كنت ألعب مع إخوتي وأخواتي في سعادة وحب..؟!