حين نسافر خارج البلاد نجد أن كثيراً من سلوكياتنا تتغير وتتبدل ليس بنطاق ضيق أو محدد بل قد تصل الى حد التغير الكلي، ونصبح أشخاصاً آخرين "في الغالب" بذلك متناقضين أولاً مع أنفسنا ومع مجتمعنا وكل ما هو محيط بنا، واضرب أمثلة بذلك حتى تتضح الصورة وتكون عملياً واضحة. أولاً: احترام قوانين البلاد التي نسافر لها فنجد المواطن الذي يقف خطأ في الشارع أو من لا يحترم حق المشاة أو من يقود بصورة متهورة ومزعجة قد تغير كلياً وأصبح يحترم النظام ولا يقف خطأ ويلتزم بحق المشاة ويعبرالشارع أيضاً من المكان المخصص للمشاة. ثانياً نجد في سلوكيات الناس "المتحفظة" غالباً أن المقاهي والمطاعم يتواجدون بها بشكل يضم كل الناس فلا يفرق بين رجل أو مرأة أي لا تمييز وتفرقه وفواصل وعوازل وغيرها، لاشيء مخصص مطعم للجميع مقهى للجميع وهكذا، ونجد كل السياح السعوديين يتعايشون بطريقة سلسة وعادية جداً الكبير والصغير العائلة والأعزب وهكذا ويسود كل ذلك الهدوء والاحترام بلا تجاوزات، وهذا لا يحدث ببلادنا بالطبع ولكن نقبله ونتعايش معه بالخارج بكل رحابة صدر وباحترام كما أشاهد من سلوكيات. ثالثاً نجد في الخارج الأسرة كلها منسجمة ومندمجة مع بعضها سواءً بسوق أو مقهى أو مطعم أو أي مكان، والأهم لا يوجد ما يعكر ذلك من سلوكيات أو تجاوزات لدرجة الندرة من أي شخص متجاوز سواء بلفظ أو غيره، وإن حدث فهناك قانون ومحاسبة فورية وقاسية تنهي كل شيء. حين نستغرب ونتساءل عن أسباب هذه الأعداد الكبيرة التي تسافر للخارج وهو حق للجميع لا شك، نتساءل عن السبب بعيداً عن مسألة الإمكانيات والخدمات وغيرها التي تميز الكثير عما لدينا. فإننا نجد الحرية بممارسة السلوكيات الخاصة والأسرة، فأنت تجلس بمقهى بالخارج وبجانب سوق مفتوح لا مغلق يستحيل وبنسبة قد تصل ان يحصل مضايقة أياً كانت من سلوكيات، لكن لدينا لا يمكن الجزم بوضع مقهى مفتوح تجلس به الأسرة بدون مضايقات. ولعلي أشاهد خلال ممارسة رياضة المشي اليومي لدينا أشاهد شباب يمارسون مضايقات مسيئة يعاقب عليها القانون وشبه متكرر ولكن ماذا يحدث من عقوبات ومحاسبة؟ لا شيء ويستمر المسيء من الشباب للأسف. الفارق في كل ذلك "برأيي" هو أولاً التربية والسلوك في المجتمع من البيت والمدرسة وثقافة التعامل مع المرأة وانها كاملة الحقوق، ثانياً سوء معرفة التعامل مع المرأة خصوصاً كثير يرى أنه حق له المضايقة والتحرش بها والحل أنه يجب عليها عدم الخروج والإغلاق عليها هذا رأي الكثير أنها السبب فلا حق لها بشيء تصادر كل الشيء وتعاقب والمسيء مستمر بسلوكه، ثالثاً وهو الأهم برأيي هو غياب القانون والمحاسبة لم أسمع كثيراً محاسبة متحرش سواءً بسوق أو شارع أو مكان عمل لا تجد ثقافة المحاسبة والقانون فالمسيء أمن من كل ما يقوم به ولن يحاسب ويطاله شيء إذا ماذا نتوقع؟ فساد سوء السلوك ومضايقة الحريات والفوضى التي نعيشها بعد حصولك على حريتك الشخصية وعائلتك أينما ذهبت وهذه أبرز عوامل الهجرة في الإجازات. شرع وحاسب وثقف وارفع من مستوى الوعي هذه مفاتيح مجتمع متوازن تجد حريتك الشخصية كاملة لا أن أبحث عنها بالخارج.