إسطنبول: «الشرق الأوسط» أوقفت الشرطة التركية صحافيا تركيا مقربا من الداعية فتح الله غولن، على خلفية تسريب تسجيل صوتي لأحد اللقاءات الأمنية التي عقدت في وزارة الخارجية التركية حول سوريا، أخلي سبيله في وقت لاحق أمس، فيما تحدثت وكالة أنباء تابعة لغولن عن توقيف صحافي آخر بنفس القضية. واعتقلت قوات الأمن التركية، في وقت مبكر، من صباح أمس، الكاتب التركي أوندر آي تاتش، على خلفية حديث أدلى به في وقت سابق، في أحد البرامج التلفزيونية «ترك انطباعا بأنه كان على علم بمضمون التسريب الخاص بالاجتماع الأمني السري، الذي انعقد قبل عدة أيام، وتم التنصت عليه، وتسريبه مؤخرا على الإنترنت»، كما قالت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية. وتحدث آي تاتش، في برنامج تلفزيوني، على إحدى القنوات المحلية، يوم الأربعاء الماضي، أي قبل يوم من تسريب نشر على الإنترنت حول مضمون ما تمت مناقشته خلال الاجتماع الأمني المذكور، وذكر في حواره أن «تركيا تستعد لشن ضربة عسكرية على سوريا». لكن وكالة أنباء «جيهان» الخاصة، التي يمتلكها الداعية فتح الله غولن، قالت إن احتجاز الكاتب بسبب «الانطباع الذي تركه في الأذهان» أصبح موضع سخرية كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تساءلوا إن كانت الاعتقالات تجري وفقا للانطباعات دون الاستناد إلى دلائل ووثائق معتبرة أو القوانين المرعية. ونقلت الوكالة عن مصادر تركية أن الكاتب الصحافي الشهير محمد بارانسو هو الآخر احتجزته السلطات في وقت متأخر من ليلة الجمعة في الإطار ذاته. وكانت تسجيلات صوتية قد سربت إلى مواقع الإنترنت الخميس الماضي «اجتماعا سريا للغاية»، جمع كلا من وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، ومستشاره فريدون سنيرلي أوغلو، ورئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة ياشار جولر، ودار الحديث فيه حول خطة الحكومة التركية وتقييمها للأوضاع في سوريا، خصوصا عقب محاصرة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لمنطقة قرة قوزاق التي تضم ضريح جد مؤسس الدولة العثمانية السلطان سليمان شاه، والتي تعتبر تابعة رسميا للأراضي التركية.