أظهرت التحرّكات السياسية الدولية الأخيرة الاهتمام الذي توليه الدول الكبرى للأزمتين الأوكرانية والسورية وخاصة الولايات المتحدة، التي لم تتجاوز حدود "التهديد" بالتدخل العسكري. إلا ان الرئيس الأميركي باراك أوباما اختار التدخّل العسكري أخيراً، وتحديداً في اوغندا. إذ ذكرت صحيفة "ذا أتلانتيك" الأميركية في تقرير، ان أوباما أبلغ الكونغرس ارساله 150 جندياً من القوات خاصة وطائرة "سي في 22 اوسبري" إلى اوغاندا، لمساندة قوات "الاتحاد الافريقي" المكلفة ملاحقة زعيم "جيش الرب الاوغندي" جوزيف كوني في أنحاء الكونغو، أوغاندا، جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى. وركزت ردود الفعل الأولية على الخبر حول العلاقة "المضطربة" بين الولايات المتحدة و أوغندا، وخاصةً بعد اعتماد أوغندا أخيراً تشريعات تستهدف المثليين جنسياً، لكن تحليلاً كهذا يعتبر مبالغة في تقدير اهمية اوغندا بالنسبة للولايات المتحدة، بحسب الصحيفة. واكتسب كوني سمعة سيئة في الولايات المتحدة بعد إنتشار فيديو "كوني 2012"، من انتاج جمعية غير ربحية "الأطفال غير المرئيين" (Invisible Children)، يدعو إلى التوعية على المساهمة و التبرع لاعتقال كوني، الذي وجّهت المحكمة الجنائية الدولية اليه 33 تهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، فلجأ هارباً إلى الأدغال الواقعة بين اوغاندا وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى، ويُرجّح ان عدد عناصرجيشه إنحسر إلى أقل من 250 جندياً. وتحوّل تركيز "جيش الرب الأوغندي" عن أوغاندا، إذ بدأ بشنّ غارات على المناطق الشرقية من أفريقيا الوسطى. وتشير تقارير ان الجيش اختطف أكثر من 200 شخص في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة "سيليكا" الاسلامية. إضافة إلى الخسائر البشرية التي تسبّب بها، التي تشمل حالات تشوّه واعتداءات جنسية، أثار الجيش أيضاً التوترات في أفريقيا الوسطى، على رغم أن اعتداءات "جيش الرب" لا تشكّل سوى جزء بسيط من العنف الذي يلفّ البلاد. وتتّخذ الازمة في جمهورية أفريقيا الوسطى طابع النزاع على السلطة، إذ ان البلاد مقسمة على أسس دينية أغرقت المسيحيين والمسلمين في دائرة من أعمال القتل الانتقامية. وفي اجتماعات الأمم المتحدة الأخيرة بشأن الأزمة، أعرب دبلوماسيون أميركيون عن "مخاوف" حول تمويل الكونغرس بعثة لحفظ السلام في البلاد. ويرجّح ألا يقدّم أوباما دعماً أميركياً قوياً لعملية السلام "المعقدة" مع إنعدام فرصها بالنجاح، خاصة بعد الدخول الاميركي في حربيّ العراق وأفغانستان. وتطرح الصحيفة تساؤلات حول هدف الولايات من ارسال مساندة عسكرية إلى اوغندا، وإن كان دعمها يندرج في إطار تكثيف عمليات البحث عن كوني، أم محاولة من إدارة أوباما لاحتواء الصراع في الجمهورية دون اللجوء إلى بناء عملية سلام. اوغنداافريقيا الوسطىالولابات المتحدةاوباما