ثمان جولات فقط تفصلنا عن اختتام منافسات دوري جميل للمحترفين هذا الموسم، وحتى هذه اللحظة والهلال يتصدر ترتيب أندية دوري جميل بفارق نقطة واحدة عن الأهلي الوصيف، مباريات اليوم بين الهلال والفيصلي والأهلي والقادسية من وجهة نظري سيكون لها دور في تغيير مراكز المقدمة، أعتقد أن الهلال لن يستطيع الفوز على الفيصلي المتجدد والمتطور في مستواه، أما الأهلي فقد استعاد نغمة الانتصارات من عدة جولات وبدأ في العد التنازلي لتحقيق بطولة الدوري، وهو مؤهل بنسبة كبيرة لتجاوز القادسية الطامح للهروب من شبح الهبوط، الفترة القادمة من الموسم ستشهد مشاركة بعض الأندية السعودية في البطولة الآسيوية وهي الهلال والأهلي والتعاون والفتح، وستكون هذه المشاركة مرهقة لأندية الهلال والأهلي على اعتبار كثرة المباريات التي تؤدي إلى إرهاق اللاعبين وربما تتسبب في بعض الإصابات للاعبين، والأمر الأكثر تأثيراً هو رغبة أندية الهلال والأهلي في المنافسة على دوري أبطال آسيا الغائب لقبه عن خزائن الأندية السعودية منذ فترة طويلة. كل هذه المعطيات تجعل من تحقيق لقب الدوري المحلي لأندية الأهلي والهلال في غاية الصعوبة لا سيما أن هناك أندية تنتظر تعثر أي من الفريقين لتجاوزهما وهما أندية النصر والاتحاد اللذان لا يشاركان خارجياً. والحق يقال أن جميع الأندية الأربعة مؤهلون لتحقيق بطولة الدوري هذا العام وهم يزخرون بالعديد من النجوم الذين يشرف على تدريبهم أجهزة فنية على مستوى عالي من الخبرة والكفاءة، وحيث أنني تابعت مباريات دوري جميل منذ انطلاقتها ووجدت فريق الاتحاد هذا الموسم مختلف كلياً عن المواسم السابقة من حيث الرغبة في تحقيق بطولة الدوري، يدعمه في ذلك الرباعي الأجنبي المميز الذي تم استقطابه مؤخراً بالإضافة لوجود المدرب الرائع سييرا مع تكاتف الأجهزة الفنية والإدارية للوصول لهذا الهدف، وسأتجاوز بالحديث مسألة دكة البدلاء التي يلمح إليها البعض في إشارة لعدم وجود البديل المؤثر والقادر على تعويض العناصر الأساسية في حال غياب أحدها. ومن حسن حظ الاتحاديين أنهم لا يشاركون خارجياً وإلا فالأمر مرهق بشكل كبير على فريق يعاني من الأزمات المالية والإدارية والتي نتج عنها خصم ثلاث نقاط من رصيده في بنك الدوري، الاتحاد يحتاج إلى تركيز أكثر خلال الفترة القادمة وسيكون قادراً على تحقيق بطولة الدوري بروح الاتحاد التي نعرفها، بالإضافة لاستفادته من مواجهات الأندية المنافسة له على لقب الدوري والتي قد ينتج عنها نتائج تصب في صالح الفريق الاتحادي، أما النصر فحظوظه غير واضحة المعالم في تحقيق اللقب وربما يحتاج إلى عمل مضاعف وكبير للتغلب على ظروفه أولاً ثم الفوز في جميع مبارياته المتبقية وعدم الالتفات لنتائج الأندية الأخرى لأنه بذلك يكون قد قدم ما عليه ويبقى التوفيق من عند الله.