عاودت مجموعة من النساء، أمس، قيادة سيارتهن في شوارع المملكة، في كل من الرياض وجدة والقطيف، بعد حملة أطلقنها سابقاً بعنوان «قيادة 29 مارس»، بداية هذا الشهر، بقصد تجديد مطالبهن في القيادة، معتبرات ذلك «حقاً إنسانياً يعارض احتياجات الناس، ولا يجب أن يخضع للمنع»، ولم يعرف عدد النساء اللاتي قدن سيارتهن بعد، إلا أنهن أوضحن أن الهدف من الحملة «توعوي وتجديد المطالبة حتى يتم رفع الحظر». ولم تشر إدارات المرور في أي من مدن المملكة إلى إيقاف سيدات أثناء قيادتهن السيارات في الشوارع، وذكرت الناشطة هالة الدوسري لـ «الحياة»، وهي إحدى السيدات اللاتي قدن سيارتهن أمس، أن التجربة «كانت جميلة، ولم يتعرض لي أحد»، وقالت: «قمت بالقيادة في أحد أهم شوارع الرياض، وهو طريق الملك عبدالعزيز»، موضحة أن الهدف «توعوي، والقصد منه التأكيد على أن المطالبة مستمرة حتى يتم رفع الحظر عن هذا الحق الإنساني»، مضيفة «منذ انطلاق حملة «القيادة اختيار وليست إجباراً» في 26 أكتوبر، وهناك زيادة في الوعي بهذا المطلب بين النساء، إذ انتفى الخوف بينهن». وأوضحت أن «التأجيل في رفع الحظر وعدم الاستجابة للمطالبات غير مبرر، كما أنه لن ينهي المطالبة نظراً لكون الأمر يلامس الاحتياجات البسيطة»، مستعرضة تجربة إحدى اللاتي قدن في وقت سابق «إذ صُودرت سيارة تماضر اليامي منذ ثلاثة أشهر، ولا يوجد نص نظامي في ذلك، ولم يتم تعويضها، أو توضيح سبب استمرار مصادرة السيارة، بدون تعويض ولا رد من الجهة المسؤولة عن الموضوع». وأشارت الدوسري إلى أن المطالبة بقيادة المرأة السيارة «سلكت الطرق الرسمية، وأرسلنا خطابات عدة إلى الجهات الرسمية المعنية، وتم تجاهل ما أرسلناه، فيما مشروعنا هو إزالة أشكال التمييز، وعدم حرمان المرأة من الفرص، وتقييد حياتها، وكل هذا قائم على أنظمة من الدولة». وأشارت إلى أنهن، أخيراً، «لجأنا إلى مخاطبة المنظمات الدولية، بسبب انعدام المساحة للحراك هنا، وغياب المعلومات والشفافية»، مشددة على أن ذلك «لا يخالف أنظمة البلاد، فنحن لا نخالف المعمول به حين نتواصل مع الجهات العالمية التي أقرتها المملكة ولديها اتفاقيات معها». بدورها، ذكرت الحقوقية نسيمة السادة، أن «قيادة المرأة لا يعبر عن ترف، ولكن عن حاجة إنسانية»، مضيفة «قمت اليوم (أمس) بقيادة السيارة في شوارع محافظة القطيف دعماً للحملة، وإيماناً مني بضرورة مواصلة العمل من أجل تحقيق هذا الأمر»، مشيرة إلى أن هناك «عدم إدراك من البعض، بأن المطالبة بقيادة المرأة السيارة ليس نهاية المشوار، فنحن إذ نطالب وندعم الحملات، فهذا إيمان منا بالحقوق التي يجب أن تتحقق وتصب في مصلحة النساء». وكذلك قامت الناشطة سحر نصيف بقيادة سيارتها في أحد شوارع مدينة جدة الرئيسة، ونشرت قسماً منه على موقع «يوتيوب»، وقالت: «لم يضايقني أحد، بل ذهبت إلى الصيدلية وإلى السوبر ماركت، ومن ثم عدت مرة أخرى إلى البيت بصحبة بناتي». يذكر أن آخر ما قامت به مجموعة من الحقوقيات، هو رفع خطاب إلى مكتب المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، في شهر فبراير الماضي، يطالبن فيه برفع الحظر عن قيادة المرأة السيارة. قيادة المرأة