أ. ف. ب (قامشلي) لا يزال الشاب عبدو شيخو يعكف على مشروعه «هنار» والذي يعني «رمان» بالترجمة العربية، إلى ترجمة الأدب العالمي إلى اللغة الكردية في سورية بشكل علني، إذ يجلس محاطاً بنسخ رواية «ثلج»، والتي تعد أولى الروايات العالمية المترجمة رسمياً إلى اللغة الكردية في مدينة القاشملي في شمال سورية. يؤكد شيخو أن «هدف مشروعنا اليوم تحرير اللغة والثقافة والفولكلور الكردي وحمايتها من الاندثار عبر ترجمة الكتب العالمية إلى اللغة الكردية»، مضيفاً «سنضع ثقلنا في ترجمة لا الأدب فحسب وإنما أيضا الفلسفة والفكر حتى يتمكن الأكراد من قراءة الأدب العالمي بلغتهم الأم». وأطلق مشروع «هنار» قبل شهرين بمبادرة شخصية وتمويل فردي من بعض المتطوعين والكتاب الأكراد ووافقت عليه الإدارة الذاتية الكردية، وعلى أساسه تم إنشاء المكتبة التي حملت اسم المشروع نفسه. وترجم العاملون في المشروع حتى الآن أربعة كتب من اللغات الفرنسية والإنجليزية والعربية، صدر منها كتاب «ثلج» للفرنسي ماكسانس فيرمين، على أن تصدر الكتب الثلاثة الأخرى تباعا وهي «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد» لعبدالرحمن الكواكبي ومسرحية «جلجامش» لفراس السواح و«My Name is Aram» للكاتب الأمريكي وليام سارويان. قبل اندلاع النزاع في العام 2011، عانى الأكراد الذين يشكلون أكثر من 10% من سكان سورية، من التهميش على مدى عقود، حتى أن عددا كبيرا منهم كان محروماً من الجنسية السورية. وعلى مدى عقود، لم تكن اللغة الكردية لغة رسمية، ولم تكن تدرس في المدارس، وكان ممنوعا نشر أي كتاب بالكردية. وبالتالي، لم يكن هناك وجود لدور نشر ومراكز ثقافية ومدارس كردية. ويروي شيخو «دخلت السجن لثلاثة أشهر في دمشق العام 2009، وكادوا يقومون بفصلي من الجامعة لأنهم وجدوا معي كتبا باللغة الكردية».