توعدت أميركا مجدداً أمس (الثلثاء) بهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وتجفيف موارده واستعادة مدينة الرقة أبرز معاقله في سورية، على رغم إقرار مسؤولين بأن الجيش الأميركي البالغة موزانته 600 بليون دولار يعاني مشكلات مالية وهيكلية. يأتي ذلك في ما حذر قائد القوات الجوية ديفيد غولدفاين من إمكان زيادة الغارات التي تستهدف «داعش» في العراق وسورية تجاوباً مع رغبة ترامب في تكثيف الحملة على المتطرفين وتأثيرها على المدنيين. وأكدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي على هامش اجتماع مجلس الأمن لدرس مدى تراجع «داعش» في العراق وسورية، أنه «حتى إذا كان التنظيم المتطرف يخسر أراض فإن الولايات المتحدة تعتزم إبقاء الضغط على المناطق التي يسيطر عليها»، مضيفة أن الولايات المتحدة «ستواصل تجفيف موارده المالية والعمل مع شركائها لأخذ إجراءات قوية حيثما كان ذلك ضرورياً، والتأقلم لهزيمة التنظيم والقضاء تهديده». بدوره قال السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر إن محاربة التنظيم «في طليعة أولويات» فرنسا. وصرح على هامش الاجتماع بـ«أهمية أن تعترف الولايات المتحدة كلياً بالتهديد الذي يمثله داعش». وتابع: «ساعدنا القوات العراقية على استعادة الموصل. المعركة لاستعادة الرقة في سورية حاسمة أيضاً». وفي سياق متصل، حذر الجنرال ديفيد غولدفاين من أن القصف الجوي ينبغي أن يكون «منسجماً» مع تقدم القوات على الأرض والجهود السياسية لتأمين مصير السكان في المنطقة، محذراً من أي استهتار بالضوابط عند تحديد الأهداف المطلوب قصفها تجنباً لسقوط مزيد من الضحايا المدنيين. واعتبر أن «المكاسب قصيرة المدى» التي يمكن تحقيقها عبر زيادة عدد القنابل التي يتم إلقاؤها يمكن ان تكون محدودة بالنظر الى «الكلفة بعيدة المدى» المتمثلة في الدمار الكبير في المناطق المستهدفة. ونفذ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أكثر من 18 ألف ضربة جوية منذ بدء عملياته مع نهاية صيف العام 2014. واعترف بمقتل 199 مدنياً في تلك الضربات، لكن المنظمات غير الحكومية تؤكد أن الحصيلة أكبر بكثير. وفي نهاية كانون الثاني (يناير) أمهل ترامب المسؤولين العسكريين شهراً لعرض خطة جديدة لـ«هزيمة» التنظيم المتطرف. وكان أكد مراراً رغبته في تغيير الاستراتيجية خصوصاً من خلال تعاون أكبر مع روسيا. إلى ذلك، قال نائب قائد سلاح الجو الجنرال ستيفن ويلسون خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، إن الأسطول الجوي الأميركي وعناصره الـ311 ألفاً هو اليوم «الأصغر حجماً والأقدم سناً والأقل فاعلية في تاريخنا»، في إشارة إلى عدد طائراته القابلة للاستخدام، وأن طياري المقاتلات والطائرات الحربية «يقومون بما معدله 10 طلعات و14 ساعة طيران شهرياً وهذا ضئيل للغاية». وقال نائب قائد سلاح البحرية الأميرال بيل موران إن «لدينا طائرات هورنيت حربية كان مفترضاً في الأصل ان تطير ستة الاف ساعة ونحن ندفعها نحو ثمانية الاف وتسعة الاف ساعة»، وأنه «خلال يوم اعتيادي في البحرية يكون هناك ما بين 25 الى 30 في المئة من طائراتنا في المراجعة او الصيانة». بدوره قال نائب قائد سلاح مشاة البحرية (المارينز) الجنرال غلين والترز إن «لدينا تأخير باكثر من 9 بلايين دولار في الانفاق على صيانة منشآتنا التحتية». وأكد الضباط خلال الجلسة ان مطالبتهم بتمويلات إضافية لا تعني انهم لا يؤيدون الاقتصاد في النفقات إن أمكن، وذكر الضباط اعضاء اللجنة النيابية بأن سلاحي البر والجو يؤيدان غلق عدد من القواعد العسكرية في انحاء مختلفة من البلاد، لكن الكونغرس يرفض ذلك. وقال الجنرال ويلسون: «نعتقد ان لدينا في قواعدنا فائضاً في القدرات نسبته 25 في المئة». وكانت إدارة إوباما استفادت من سحب القوات الأميركية كلياً من العراق وجزئياً من أفغانستان لخفض النفقات العسكرية، لكن موازنة البنتاغون لا تزال تشكل 3.3 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، أي حوالى 600 بليون دولار، ما يضعها في المرتبة الأولى عالمياً بفارق شاسع عن موازنات بقية الجيوش في العالم.