لم تتردد الإماراتية رسل النعيمي في الابتعاد عن مجال دراستها وتخصصها في مجال طب الأسنان، للاقتراب أكثر من هموم الناس، والتواصل المباشر معهم، حاملة على عاتقها الكثير من الطموحات والأحلام التي بدأت بتحقيقها مبكراً، حين قررت، بعد تخرجها في كلية طب الأسنان بعامين، افتتاح شركة متخصصة في مجال الفعاليات، في الوقت الذي لم تنس رسل هوايتها المفضلة في مجال تزيين السيارات بالكريستال، التي وصفتها قائلة «أحببت العودة إلى هذه الهواية، وأعتقد أنني كنت السبّاقة في هذا المجال، بعد أن زينت الزجاج الخلفي لسيارتي بصورة المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واستغرق العمل عليها أسبوعين كاملين». وتضيف مازحة «كانت دوريات الشرطة تستوقفني، ليس بهدف تسجيل مخالفة، وإنما لسؤالي عن صاحب هذه الفكرة المبتكرة». مدرسة الأعمال الحرة • «جلسات السعادة» أدرب فيها النساء على تكريس السعادة كفعل يومي، وليس كمفهوم مجرد صعب التحقق. مواهب متعددة تتعدد مواهب رسل النعيمي لتكرس جزءاً منها في عالم الموضة والأزياء، وتتحدث عن مشروع موقعها المتخصص بتصميم وبيع الأزياء والعباءات، الذي أسسته رسل على الإنترنت، وتعاملت فيه مع مجموعة من المصممين من خارج الدولة «أحببت الموضة، تماماً كما أحببت الكثير من الأشياء الأخرى في حياتي، فلم أمر عليها مرور الكرام، وأعتقد أن هذا الأمر هو سر النجاح، فالمرء مطالب دوماً بخوض أكثر من مجال لتحقيق الهدف الذي خلق من أجله». أرقام قياسية كشفت النعيمي عن مشروعها الجديد «متطوعو العالم»، الذي أطلقته على موقع «إنستغرام»، واقتربت فيه من موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، وكان هدفه دعم جهود التطوع العالمية، وإلقاء الضوء على أكبر قاعدة للأشخاص المتطوعين حول العالم، إضافة إلى تشجيع الناس على هذا الفعل النبيل. • 50 راكباً في «سفينة السعادة» التي تبحر من قرية البوم. • «لن أنسى دور والدي ووالدتي اللذين قررا الانتقال من العاصمة أبوظبي إلى إمارة عجمان ليتيحا لي فرصة الالتحاق بكلية الطب». • في «#اصنع حياتك»، كنت أول فتاة تتحدث إلى الناس بعفوية معتمدة على إمكانيات بسيطة لا تتعدى كاميرا هاتفي المتحرك وعصا «السيلفي». مع افتتاحها شركة «سكالا ايفتنس» في عام 2011، بدأت رسل مرحلة جديدة في مشوارها مع الإبداع، لكن هذه المرة بمساعدة زوجها الذي استفادت من خبرته الطويلة في المجال، ليشرعا معاً في العمل على عدد من المشروعات الناجحة، التي كان أولها تزيين برج خليفة، أعلى قمة في العالم، في مناسبات عدة، ومن ثم استعدادها لإطلاق مجموعتها الجديدة الخاصة بمستلزمات الأطفال، التي ابتكرت من خلالها رسل شخصيات طفولية، طبعت بها مجموعتها الجديدة، التي ستسوق قريباً من منطقة البرج نفسها. رحلة البحث تؤكد رسل أن رحلة بحثها المستميت عن أجوبة لأسئلتها الكثيرة، كانت الدافع المختبئ وراء شغفها بمساعدة الآخرين، واهتمامها الدائم بحل أبسط المشكلات التي كانت تتعرض لها أخواتها وصديقاتها، قبل أن تقرر رسل الانطلاق نحو فضاء أرحب. تقول رسل «أبحث دائماً عن أفكار جديدة تشكل إضافة جديدة لي، لأنني لا أحب تقليد الآخرين، اعتمدت فكرة تقديم مقاطع مصورة على (انستغرام) تحمل وسم (#اصنع حياتك)، كنت فيها أول فتاة تتحدث إلى الناس بعفوية، بعيداً عن الرسميات وطرق التقديم الكلاسيكية، والتي اعتمدت فيها على إمكانات بسيطة، لا تتعدى كاميرا هاتفي المتحرك وعصا (السيلفي)، لكنني استطعت تقديم برنامج (إنستغرامي)، وأكثر من 270 مقطعاً مصوراً، تناولت فيها مختلف الموضوعات المتصلة بالنجاح والسعادة، وتفاصيل الحياة الزوجية، واحترام الآخرين، وذلك قبل أن ألتقي أخيراً بدار نشر عرضت عليّ فكرة إطلاق كتاب جديد يتناول جملة الأفكار والموضوعات المصورة التي قمت بطرحها على الناس». قيم الإيجابية شكلت مفاهيم التطوير والإيجابية الهاجس الأبرز لرسل النعيمي، التي سعت مبكراً إلى الحصول على شهادة مدرب معتمد في تطوير الذات، معتبرة أن الاستخدام المبالغ لمفردتي «السعادة والإيجابية» قد أنتج لدى البعض سوء فهم أدى، للأسف، إلى نوع من الاستهانة بمفاهيمهما «لذا أسعى من خلال (جلسات السعادة)، التي بدأت بتقديمها منذ ثلاثة أشهر، إلى تدريب النساء على سبل تكريس السعادة كفعل يومي، وليس كمفهوم مجرد صعب التحقق»، وتضيف «هدفي الأساسي هو رفع مستوى السعادة الزوجية، وتقليل نسب الطلاق، وأتمنى أن يكون لي دور رسمي فاعل في هذا الإطار، في ظل عدم الوعي الحقيقي والتقدير لمسؤولية الزواج وتكوين أسرة لدى الكثير من الشبان والفتيات في الإمارات»، وتضيف «تعرفت في الجلسات إلى فتاة انفصلت عن زوجها بعد 40 يوماً، وأخرى بعد شهرين، وهذا يدعو إلى التفكير جدياً في مشروع دورات تأهيلية للمقبلين على الزواج، يتم فيها تسليط الضوء على مفاهيم وأهداف هذه المؤسسة». أهداف سامية تسهب رسل في الحديث عن هذا الجانب، مؤكدة أن نتائج الجلسات جاءت مُرضية ومفاجئة، فمن بين 100 حالة قابلتها، جاءت مشكلة «الخيانة»، و«الزواج الثاني» على رأس القائمة، مقابل 10 حالات معنية بتطوير النفس وإثبات الذات، و«صنعت جلسات السعادة فرقاً واضحاً في عقول ونفوس مرتاديها، بعد أن شعرت كل فتاة بالفرق الواضح في طرق تفكيرها، وطرق تناولها لمشكلاتها الأسرية، وتعاطيها مع نفسها ومع الآخرين». مهرجان السعادة تتحدث النعيمي عن مشروعها الجديد «مهرجان السعادة»، المقرر أن ينطلق من قرية البوم منتصف الشهر الجاري، لتمتد فعالياته على أربعة أسابيع، قسمت حسب المحاور إلى فعاليات خاصة بالسعادة والتطوع و«عام الخير»، و«بنك الإمارات للطعام»، و«الطفل والمرأة»، فيما سيصاحب المهرجان معرض لبيع المقتنيات بأسعار رمزية تدعم المشاركين في المعرض، إلى جانب فعاليات مجانية يتعاون فيها المهرجان مع مراكز المشاعر الإنسانية ومراكز الأطفال اليتامى، وفعالية تدريبية استثنائية حملت اسم «سفينة السعادة»، التي ستبحر بـ50 راكباً نحو ساعة، برفقة محاضر سيقوم بطرح جملة من المفاهيم المرتبطة بالسعادة، التي ستكون عنواناً رئيساً لهذه الرحلة اليومية التي تنطلق من قرية البوم بدبي.