×
محافظة حائل

حائل .. شخص يلقى حتفه طعناً على يد شقيه الأصغر

صورة الخبر

النسخة: الورقية - دولي تبدو الحلقة الخاصة بالفضائيات الدينية الموجهة إلى العالم العربي التي قدمها الإعلامي المغربي نور الدين زورقي عبر برنامجه «نقطة حوار» على «بي بي سي عربي» مغرقة في إثارتها لمن لا يبدي اهتماماً خاصاً بهذه المحطات التي تربعت على عرش الفضاء العربي في أقل من عقدين، وبدا كما لو أنها تتناسل من باب المماحكة بين الأفرقاء الذين تنتسب إليهم. زورقي لا يخفي حرفة واضحة في «مطاردة» دعاة هذه الفضائيات، بل ويتنقل بين عدد من البلدان بحثاً عن مصادر تمويلها ويلتقي أصحابها، وهم دعاة متطرفون يغالون بانتماءاتهم الطائفية، ولا يتورعون عن تهديد بعضهم بعضاً. بعض هؤلاء لا يحتاج إلا إلى معدات وتقنيات خفيفة ليبث «سمومه»، وبعضهم ينتمي كلية إلى فضائيات صارت تحتل حيزاً في الوجدان الديني عند البعض، كما هو حال فضائيتين تقفان اليوم على النقيض ونقصد بهما «صفا» و«فلك». لن يكون سهلاً على المشاهدين «الأبرياء» الوقوف على الحياد، وهم يتابعون حروب أصحاب «فضائيات الفتنة». ثمة مفردات خارجة من عمق التاريخ يهدد بها بعضهم بعضاً، وعندما يسأل زورقي عن مصادر تمويل هذه الفضائيات، فإنه نادراً ما يعثر على إجابة. نجد ممولين غامضين، ورأس مال أشد غموضاً، والنتيجة ولادة مشاهد «منحرف»، نفسياً ودينياً وعقائدياً. ولا يتورع بعض ضيوف زورقي عن وصف خصومه بـ «القمامة» الدينية، طالما أن الآخر لا ينتمي إلى عقيدته. صحيح أن الحلقة تفتقد تلك الفراسة والتمحيص اللذين تخلى عنهما زورقي لحساب الإثارة من وراء «تنكيشه» في أسرار هذه الفضائيات، إلا أن المشاهد الحصيف، يدرك أن رسم معالم خريطة هذه الفضائيات الغامضة يحتاج إلى صبر لا يوفره التلفزيون، فقدرتها على المراوغة كبيرة جداً، وبخاصة أنها تنتمي إلى خطاب طائفي تحريضي، ليس أدل منه عليه إلا تلك المشاهد العنيفة التي ضمنها زورقي لبرنامجه عن عمليات سحل وقتل مروعة لأشخاص بنتيجة «حفلات» بث السموم الطائفية على امتداد العالم العربي الذي لم يعد فسيحاً مع نمو هذه الطحالب الفضائية، وتورمها على حساب كل خطاب عقلاني وتنويري يمكن أن يولد بتأثيرات مباشرة أو غير مباشرة من الفضائيات الأخرى التي تدّعي أنها انطلقت من أجل ذلك. ليس هناك إحصاء دقيق بعدد الفضائيات التي تقف على نقيض هذه السموم، ولكن زورقي يخبرنا في برنامجه أن عدد الفضائيات الدينية الموجهة للعالم العربي أصبح 120 فضائية، ما يعني أننا نقف على تخوم جمهوريات كاملة يمكن لها أن تستثمر في الغيب ما لا يمكن أن تقوم به جمهوريات الحلم الواقعي، وهذا يعني أنه قد يصبح من المستحيل محاربتها، إذ تبدو الوجوه القاسية التي نجح زورقي بالوصول إليها وبلقائها في أمكنة مختلفة من هذا العالم المضطرب كفيلة بعدم استبعادها من الفضاء العربي المشغول بالتنقيب عن أدوار مفقودة.