×
محافظة المنطقة الشرقية

السرطان يغيّب الممثل الأمريكي ريتشارد هاتش

صورة الخبر

على يسار القادم من باب جديد بمواجهة بيت اللبان أوقف قبل عشرات السنين، محمود محمد قاسم الخنجي بيتا يحمل طابعا معبرا عن فن العمارة السائد في مدن الحجاز قديما، تسكنه الأرامل والنساء الوحيدات في إطار "ثقافة الوقف" ليشتهر مع مرور الزمن بـ"رباط الخنجي (الكبير والصغير)"، البيت الواقع في شارع أبو عنبة بحارة الشام إحدى حارات جدة التاريخية الأربع، تحول إلى مكان مهجور، هجرته الأرامل، ونجح الفن في إعادته للحياة، ليكون أحد أيقونات "أسبوع الفن السعودي" في مدينة جدة. استعان الفنان عبدالله العثمان بمادة "القصدير" ليدفع البيت لواجهة الاهتمامات الاجتماعية والثقافية منذ بداية فبراير الجاري، عبر "‬معلّق‮"‬، عنوان عمل فني لافت ونوعي بحسب الأصداء. إلهام الناس قال الفنان عبدالله العثمان، محددا رؤية تجربته في "معلّق"‬‭ ‬قمت‭ ‬بعمل‭ ‬تدخلي‭ ‬في‭ ‬الخنجي‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬غرس‭ ‬فكرة‭ ‬متجددة‭ ‬عن‭ ‬ملامحه‭ ‬وأسلوبه‭ ‬المعماري‭ ‬كعملية قسطرة القلب بإنعاش البيت أو المنزل، غطيت‭ ‬المبنى‭ ‬بأكمله‭ ‬بورق‭ ‬قصديرية‭ ‬كرمز‭ ‬لحالته‭ ‬التي‭ ‬تجمدت‭ ‬عبر‭ ‬الوقت. المباني‭ ‬والمدن،‭ ‬مثل‭ ‬الناس‭ ‬لهم‭ ‬تاريخهم‭ ‬الخاص‭ ‬ويمرون‭ ‬برحلاتهم‭ ‬الخاصة.‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تغطية‭ ‬المبنى‭ ‬بأكمله،‭ ‬سعيت‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أدلي‭ ‬ببيان‭ ‬عن‭ ‬العبثية‭ ‬في‭ ‬التفكير‭و ‬أنه‭لا ‬يمكن‭ ‬لدورة‭ ‬وعجلة‭ ‬التغير‭ ‬أن‭ ‬تقف. ‬وكما‭ ‬يقول‭ ‬المثل‭ ‬القديم،‭ ‬التغيير‭ ‬هو‭ ‬الشيء‭ ‬الوحيد‭ ‬الثابت‭ ‬في‭ ‬الحياة. عندما‭ ‬تشرق‭ ‬الشمس‭ ‬على‭ ‬المبنى‭ ‬وستنعكس‭ ‬أشعتها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الاتجاهات‭ ‬من‭ ‬ورق‭ ‬القصدير‭ ‬سوف‭ ‬تُلهم‭ ‬الناس‭ ‬بأفكار‭ ‬ومشاعر‭ ‬جديدة"‭.‬ دعم القوى الناعمة ‬العثمان يلفت إلى واحدة من أهم أصداء العمل، وهو تفاعل رجل الشارع العادي مع العمل، ذاكرا أن هذا المتلقي يميزه التفكير بالتقاط صورة سليفي مع العمل، كأول رد فعل يكاد يفعله الجميع، ثم تتفاوت الحوارات الساخرة كأن يسال أحدهم "متى يخلص المظبي"؟! كان لدى العامة إلحاح شديد لمعرفة ماذا أعمل على مدى أسبوع برفقة فريق عمل، فيه من هو من أبناء المنطقة الذين شاركوني العمل وكانوا يتغيرون باستمرار، مما خلق عندي حالة من التفاعل، ووجدتني أترك انفعالي على العمل، المتماهي مع فكرة المعرض التي انطلقت من كون القصدير مادة مقاومة للتغيير، التي حاولت أن أطبقها على بيت الخنجي، خاصة أن الذاكرة السردية والشفوية للمكان آخذة في التلاشي، فأن تحيي ذاكرة المكان في أذهان المجتمع عليك أن تصمد همه فنيا، أمام العمل وجدت تساؤلات من الناس، وجاءت أفكار ورغبات منهم أيضا لتنفيذ أعمال مماثلة في بيئات معمارية أخرى مثل الرياض والدمام والأحساء وغيرها. التفاعل الاجتماعي في أبسط مستوياته دفع بالعثمان إلى التذكير بدور الفن كقوة ناعمة في توجيه اهتمامات المجتمع بالفنون، وتوسيع رقعة الثقافة البصرية، مثمنا دور المجلس الفني السعودي، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لترويج الحراك الفني والثقافي ودعم الإبداع في المملكة، وتنظيم عدد من المعارض الفنية والثقافية، وورش عمل، إلى جانب سلسلة من الجلسات الحوارية التي تهدف إلى بناء جسور التواصل مع العالم الخارجي عبر لغة الفن، وجمع الناس تحت سقف واحد للاحتفاء بالفن، عبر إنعاش ذاكرة المكان.