أخفق ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وبولت في تحقيق نتائج كبيرة في بطولة «فخر الأجيال» للصيد بالصقور أحدث بطولات القنص التراثية، التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث. وفي ظاهرة جديدة، بدأت تظهر أسماء للصقور لم تكن معهودة سابقاً، حيث كان معظم الأسماء ذا دلالات عربية واضحة. ومع احتفاظ جانب كبير من المشاركين بالأسماء التقليدية لصقورهم، وفي مقدمتها الصقر الذي حقق ثنائية نادرة بصدارته سباقين مختلفين (غيث)، لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وعدد من الصقور التي حقق بعضها نتائج متميزة، فإن بعض المشاركين اختاروا لصقورهم أسماء مشاهير، في ظاهرة جديدة. البطولة، التي انطلقت مطلع الشهر الجاري وتستمر حتى 13 منه، شهدت منافسة حامية بين (ميسي) و(رونالدو) ومعهما العديد من الصقور التي تحمل أسماء لمشاهير آخرين، لكن خارج نطاق المستطيل الأخضر وبعيداً عن المنافسات الكروية، فساحة المنافسة في ميدان الصقور هي منطقة الروية، ومن يصل إلى موقع التلواح، ويتمكن من الوصول إلى خط نهاية السباق، وفق إشارات الصقار بطريقة «التلواح»، هو الفائز، لاعتبارات تتعلق بشكل أساسي بمهارة السرعة. المشاهير لا يتوّجون وكأن بطولات الصقور على أنواعها، التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، تأبى إلا أن تكافئ الصقارين المحتفظين بأسماء الصقور التقليدية، فمعظم جوائز النسخ الأخيرة من البطولة ذهبت لصقور فضّل مقتنوها تسميتها بأسماء تقليدية وحتى الآن لا زال الصقور التي تحمل أسماء المشاهير تبحث عن منصة التتويج في بطولات فزاع للصيد بالصقور هذا الموسم، حيث لم تعرف هذه الصقور التي تحمل أسماء نجوم الكرة، الوجود في مراكز المقدمة مطلقاً. بحثاً عن التفاؤل قالت مدير البطولات التراثية في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، إن اللجنة المنظمة للبطولات، لا تحدد مشاركة صقور بناء على أسمائها، ولا تستفسر بالأساس عن الأسماء التي يختارها الصقارون لطيورهم. وأضافت: «شروط المشاركة في البطولة، والالتزام بالقوانين، ومطابقة كل صقر للفئة التي يخوض عبرها السباق، هي الفيصل بالنسبة للجنة المنظمة». وتابعت: «بعض الصقارين يختارون أسماء مشاهير تفاؤلاً، أو لاعتبارات ترتبط بتشجيع نادٍ أو لاعب معين». وفي فئة «شاهين وحش جرناس محلي»، شارك طير يحمل اسم (ميسي) على غرار نجم الكرة العالمية ونجم نادي برشلونة الإسباني، الأرجنتيني ليونيل ميسي، وذلك مع الصقار محمد راشد الكتبي. التباين الشديد بين قوة مشاركات الصقور من جهة، والألق الذي يحظى به الاسم المختار من جهة أخرى، كان لافتاً في كثير من الأحيان، فبينما اعتاد النجم الكروي، ميسي، أن يكون مميزاً ومحط الأنظار، والمنافسة القوية على الألقاب العالمية، اكتفى (ميسي) الصقر بترتيب متأخر جداً، مبتعداً عن الصدارة، بعدما تراجع في ترتيب الصقور إلى المركز 21 في التصفيات، بزمن 21.711، ليودع المنافسات في مرحلة مبكرة جداً من مسار البطولة. الإشارة إلى أسماء المشاهير أيضاً أخذت أحياناً صيغة الترميز، فإلى جانب التصريح بلقب «كريستيانو رونالدو»، للدلالة على أحد الصقور المتنافسة مع نظيره (ميسي)، أطلق أحد المشاركين على صقره اسم (سي آر 7) النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، فيما اختار مشارك آخر اسم (بولت) نسبة إلى الجامايكي، يوسان بولت، أشهر عدّاء في العالم، إضافة إلى الصقر (كوزمين) الذي يحمل اسماً مشابهاً لمدرب الفريق الأول لكرة القدم في النادي الأهلي، لتميل قائمة المشاهير المستدعاة في أسماء الصقور بشكل أكبر لعالم الكرة المستديرة. وقالت مدير إدارة البطولات التراثية في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم درويش، لـ«الإمارات اليوم»: «ما يميز بطولات فزاع التراثية عموماً، وبطولات الصيد بالصقور خصوصاً، هو الارتفاع المتواتر عاماً بعد عام، سواء في ما يتعلق بالمشاركة الفعلية من صقارين هواة ومحترفين، أو الإقبال الجماهيري على متابعة منافساتها». وأضافت: «من الطبيعي، في ظل اتساع دوائر المشاركة، أن نشهد تفاعلات تعكس حالة الحماسة، وربما التفاؤل لدى البعض، ونحن نرحب بجميع المشاركين، طالما التزموا بتعليمات وقوانين البطولة». ورأت درويش أن هذه الظاهرة، وإن كانت جديدة على بطولات الصقور، إلا أنها تعكس شعبية هذه البطولة من جهة، ومدى تعلق الصقار بطيره من جهة أخرى. رئيس اللجنة المنظمة لبطولة الصيد بالصقور، دميثان بن سويدان، أقر بأن أسماء الصقور شهدت تغيرات ملحوظة في الفترة الماضية، مضيفاً: «لايزال الكثير من الصقارين يحتفظون بالأسماء التقليدية التي اعتاد الصقارون الإماراتيون إطلاقها على طيورهم، لكن في المقابل تأثر البعض بأسماء غربية، خصوصاً أسماء تعود لمشاهير، سواء في كرة القدم أو غيرها».