موسكو - أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء أن بلاده ستستضيف في أواسط فبراير/شباط اجتماعا دوليا حول أفغانستان مع ممثلين من دول المنطقة باستثناء دول الغرب مبدئيا، في خطوة تعكس على الأرجح محاولة روسية لسحب البساط من تحت أقدام الولايات المتحدة التي ترعى إلى جانب باكستان والصين محادثات السلام الأفغانية المتعثرة. وفشلت واشنطن إلى حدّ الآن في إعادة الزخم لمفاوضات السلام المتوقفة والتي استضافتها العاصمة الباكستانية إسلام أباد خلال السنوات القليلة الماضية. ويأتي الإعلان الروسي بينما تواصل حركة طالبان الأفغانية هجماتها على القوات الحكومية فيما تجري في كل عام استعدادات لمعركة الربيع. وقال لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره الأفغاني صلاح الدين رباني "لقد أكدنا لزملائنا الأفغان الدعوة إلى اجتماع جديد حول تسوية النزاع سيعقد في موسكو في أواسط فبراير/شباط بمشاركة ممثلين من روسيا وأفغانستان وباكستان والصين وإيران والهند". وتابع "نتوقع أن يتم التمثيل على مستوى عال وأكد القسم الأكبر مشاركته"، دون أن يحدد الدول التي ردت على الدعوة. وشدد لافروف على ضرورة "مشاركة حركة طالبان في حوار بناء"، من أجل التوصل إلى حل للنزاع في أفغانستان وذلك بعد أن كانت الأمم المتحدة أعلنت في العام 2016 الأكثر دموية بالنسبة إلى المدنيين منذ 2009. وكان الممثل الخاص للكرملين في أفغانستان زمير كابولوف صرح في ديسمبر/كانون الأول 2015 أن أهداف حركة طالبان "تتطابق" مع موسكو في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. ومع أن لافروف لم يشر إلى مشاركة دول غربية في الاجتماع إلا انه يأمل في أن تكون الاتصالات مع الإدارة الحالية برئاسة دونالد ترامب أفضل مما كانت عليه إبان باراك أوباما. وقال الوزير الروسي "أنا واثق بأننا سنقيم شراكة أفضل لن تعرقلها ظروف لا علاقة لها بالوضع كما كان الأمر مع الإدارة السابقة". وكانت موسكو قد نجحت بترتيب مع دمشق وطهران وأنقرة في تحييد الولايات المتحدة من مفاوضات السلام السورية وتمكنت أخيرا من عقد جلسات تفاوض في أستانا. وانطلقت سلسلة الاجتماعات الرباعية لأول مرة في العاصمة الباكستانية إسلام آباد حول عملية السلام الأفغانية في 11 يناير/كانون الثاني 2016 وشارك فيها ممثلون من كل من أفغانستان وباكستان والولايات المتحدة والصين وناقشت حينها إطار عملي للوصول إلى مصالحة في أفغانستان وتمت الموافقة في هذه الجلسة على إجراء هذه المحادثات بطريقة منتظمة. وفي يناير/كانون الثاني 2016 استضافت العاصمة الأفغانية كابول جلسة ثانية حضرها ممثلون الدول ذاتها، بينما استضافت إسلام أباد الجولة الثالثة من المحادثات في 6 فبراير/شباط. ولم تسفر جولات المحادثات عن اتفاق يهيأ مناخ المصالحة في الوقت الذي ازدادت فيه حركة طالبان قوة وتمكنت خلال 2016 من السيطرة على عدة مناطق وتنفيذ هجمات دموية استهدفت القوات الأفغانية وخلفت عشرات القتلى والجرحى. هجوم انتحاري وفي أحدث التطورات الميدانية استهدفت عملية انتحارية الثلاثاء موظفي المحكمة العليا الأفغانية في كابول موقعة ما لا يقل عن 19 قتيلا و41 جريحا، وفق حصيلة مؤقتة مرشحة للارتفاع صدرت عن وزارة الصحة. وأوضح متحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية وحيد مجروح أن معظم الضحايا موظفون في المحكمة. ووقع الاعتداء قبيل الواحد والنصف بتوقيت غرينيتش في المحكمة العليا الواقعة على مقربة من السفارة الأميركية في العاصمة الأفغانية. وقطعت الشرطة المنافذ المؤدية إلى المبنى فيما هرعت العديد من سيارات الإسعاف وآليات فرق الإطفاء إلى الموقع. ويعود آخر اعتداء ضخم في كابول إلى 10 يناير/كانون الثاني واستهدف مبنى تابعا للبرلمان في ساعة خروج الموظفين من المكاتب، موقعا 38 قتيلا.