كان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب محقاً في تشخيصه علة نظام الملالي بوصفه إيران بأنها الدولة الإرهابية رقم واحد في العالم. وأشار إلى أن إيران ترسل الأموال والأسلحة إلى كل مكان في العالم، لزعزعة استقرار الدول، وإثارة الفتنة في المجتمعات المتجانسة، والسعي إلى الهيمنة. ومن المؤسف أن تبرز روسيا داعماً لإيران، إذ رفض وزير خارجيتها والمتحدث باسم الكرملين الوصف الذي أطلقه ترمب على نظام الملالي. ومع ذلك فإن روسيا تريد أن تتظاهر بمحاربة الإرهاب في سورية، وهي متحالفة مع أم الإرهاب وأبيه؛ إيران. ولعلّ أكثر ما يضايق ترمب حيال إيران أنها «سرقت» العراق الذي قال إن واشنطن خسرت أكثر من تريليون دولار لتحريره من نظام صدام حسين. وها هي تعربد في اليمن، بعدما لقنت أذيالها الحوثيين التخفي وسط المدنيين لإلحاق أكبر ضرر ممكن بأهلهم. أما في سورية فهي دولة الاحتلال «رقم 1»، وجاءت بعدها روسيا لذبح السوريين، وإطالة عمر نظام القاتل بشار الأسد. إن الإجراء المعلن من جانب ترمب ونائبه مايك بنس يشير إلى مزيد من العقوبات. لكن تمادي إيران في استفزاز الولايات المتحدة سيضطر الأخيرة إلى الصدام، ما سيقذف بالمنطقة في أتون مزيد من الزعزعة والحروب وشلالات الدم. لقد دأبت إيران على انتقاد الرؤية الأمريكية القديمة لـ«شرق أوسط جديد». لكن مشروعها للمنطقة لا يرى غير شرق أوسط إيراني بالكامل. وعليها أن تتحمل تبعات تفكيرها المعتل، وأحلامها المستحيلة التحقق... وقبل كل شيء عليها أن تواجه الغضب الأمريكي دون أن تتوقع حرباً بين روسيا وأمريكا بسبب أوهام إعادة إمبراطورية الفرس إلى حيِّز الوجود.