.. سأفترض مع العميد علي ضبيان الرشيدي الناطق الإعلامي للإدارة العامة للمرور بأن الدراسات التي أجريت في بعض الجامعات ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية للأسف على ــ حد قوله ــ لم تفد في معرفة الأسباب الحقيقية للحوادث المرورية بالمملكة، وأن الإدارة ــ بالطبع يقصد إدارة المرور ــ تعرفت على مسببات الحوادث من خلال الإحصائيات وعينات من المجتمع تحدثت عن أن قطع الاشارة والسرعة الزائدة من أكثر مسببات الحوادث في المملكة ، وقال فيما نشرته «الشرق» يوم الأحد 8/5/1435هـ : إن 24.6% من الحوادث تعود إلى السرعة الزائدة، فيما تصل نسب الحوادث نتيجة قطع الإشارات إلى 21.4%، لافتا إلى أن معظم المتوفين من الفئة العمرية ما بين 17 ــ 29، مقدرا نسبة الوفيات على الطرق الخارجية بـ 60% وأكثرها يكون أثناء وقوع الحادث. وأشار إلى أن الإحصائيات تشير إلى أن أخطاء السائقين تمثل 85% من بين العوامل المؤثرة على الحوادث المرورية. وتأتي تصريحات العميد الضبيان بالتزامن مع انطلاق أسبوع المرور الخليجي، تحت شعار (غايتنا في سلامتكم)، مبينا أن أسبوع المرور يهدف إلى توعية المجتمع بالحوادث المرورية وما يترتب عليها من آثار صحية واجتماعية واقتصادية، والآثار الصحية. وأعود وأذكر بأني قلت في مستهل المقال : سأفترض مع العميد الرشيدي بأن الدراسات التي أجريت في بعض الجامعات ومدينة الملك عبد العزيز للأسف ــ على حد قول العميد ــ لم تفد في معرفة الأسباب الحقيقية للحوادث وأن الإدارة ــ يعني إدارة المرور بالطبع ــ تعرفت على الحقيقة ثم ذكر الأسباب التي لا يجهلها أي إنسان يعقل !!. والسؤال الذي شغل خاطري وربما شغل خاطر كل من قرأ الخبر : طيب وماذا اتخذ المرور من إجراءات للقضاء على الأسباب التي اكتشفها ؟!. فالسيارات لازالت تضيق بها الشوارع وأقصر مشوار لابد أن يستغرق ساعة أو بعض الساعة ما لم يكن أمام السيارة ونان لإفساح الطريق، كما أن قطع الإشارات على (وِدنه) كما يقول المصريون، أما السرعة فحدث ولا حرج، والكل يريد أن يطير ــ اللهم إلا من عقل ــ والكل إلا من رحم الله ممسك بالهاتف الجوال كما أن جميع السائقين قد نسوا ربط الحزام. ترى أين دور المرور في إصلاح ما اكتشفه من خلل على افتراض ما توصلت إليه الجامعات ومدينة الملك عبد العزيز للتقنية لم يكن مفيدا في شيء ؟!!. السطـر الأخـير: ليست العبرة بما تعرف، وإنما العبرة بما تعمل لإصلاح الخلل.