أخذت الدفعة الثانية من السعوديين المسافرين إلى الخارج مواقعها حول العالم بعد عيد الفطر المبارك، وتستمر إلى ما قبل بداية العام الدراسي الجديد، فيما وصلت قبل شهر رمضان الدفعة الأولى، وبدأت مراجعة ميزانياتها خلال تلك السفرة، وما أنفقته فوق طاقتها، وتحديداً مصاريف التسوق والترفيه المبالغ فيها؛ مما اضطر بعضهم إلى الاقتراض من البنوك، أو الاستعانة بصديق أو قريب على حساب "حولولي"!. سؤال كم خسرت في سفرتك لا يزال تقليدياً ومكرراً على كل قادم من الخارج، ويطرحه البعض كونه سيخوض التجربة ذاتها، فيما يطرحه آخرون فضولاً لمعرفة ما إذا كان لدى العائد من السفر بقيت فلوس أم لا؟، ويبقى السؤال الأبرز: لماذا نفشل دائماً في إعداد ميزانية السفر؟. التخطيط أولاً وأكد "اسماعيل العبدالمحسن" على أهمية توظيف التقنية للتخطيط المبكر للسفر، وتحديداً في عملية الحجز المبكر الذي قد يوفر 30% من قيمة التذاكر، كما أن التخطيط يساعد على تحديد الوجهة، وبالتالي تحديد المواقع والمعالم التي تزورها ووسيلة التنقل داخل تلك الدولة، أما التحديد المفاجئ لا يترك فرصة للشخص للتفكير ولا يترك خيارات للمسافر، مشيراً إلى أن استخدام "المترو" والحافلات أثناء السفر يخفض التكاليف بشكل كبير عكس سيارات الأجرة باهظة الثمن. وكشف "علي الشخص" أن البعض يسافر لأجل "البرستيج الاجتماعي" والتفاخر دون أن يعلم عن غلاء بعض الدول، أو يقحم نفسه في مصروفات أثناء السفر؛ فيجد نفسه طالباً المساعدة من أسرته، أو يذهب للسفارة، أو للأسف يستعطف مواطنيه في البلد نفسه، منتقداً من يسافر ويعود دون محصلة سياحية سوى معرفة أسواق ومطاعم تلك الدولة. ودعا "فاضل البراهيم"- مدير إحدى وكالات السياحة والسفر- إلى أهمية التخطيط لميزانية السفر مبكراً، وأن تكون الميزانية من فائض الحاجيات الأساسية بعد استقطاع مبلغ من الدخل الشهري، واصفاً من يتسلف لأغراض السفر بالخطأ الفادح، معتبراً أن الأصل في السفر الاستمتاع وفق الإمكانات المادية للفرد، وألا يكون عبئا إضافياً، مرجعاً أسباب الفشل في تقدير ميزانية السفر إلى عدم دراسة البلد الذي سيتوجه إليه، من حيث معرفه أسعار الفنادق، والمطاعم، ووسائل النقل، والتسوق، وعدم الاستفادة من عصر الإنترنت والإطلاع على تجارب الآخرين. حساب حولولي! وقال "إسماعيل العبدالمحسن" إن البعض يسرف خلال السفر إلى الحد الذي يطلب من أقاربه تحويل مبالغ إضافية على حسابه، مرجعاً السبب إلى العشوائية في الإنفاق، وعدم تقدير الميزانية من الأساس، بينما أرجعه "فاضل البراهيم" إلى ثلاثة أسباب رئيسة، هي: عدم التخطيط للسفر بشكل مسبق، والمبالغة والمباهاة الكذابة وتقليد الآخرين، ووقوع البعض فريسة الاستغلال والنصب والاحتيال. وامتدح "العبدالمحسن" تفاعل السفارات والقنصليات السعودية مع المشكلات الحقيقية التي قد تواجه بعض المسافرين، داعياً إلى ضرورة التواصل مع السفارات والرجوع لها في الأمور القانونية، معتبراً الحجز عبر الإنترنت أفضل؛ كونها تلغي عنصر المفاجأة سواء في السكن والنقل وغيرها، كما يعطيك تقديرا جيدا لكلفة السفر الإجمالية، محذراً من الوقوع في الشركات الوهمية للحجز، حاثاً من يريد الاطمئنان على حجزه بالنت والحصول على التذاكر إلى عدم الاكتفاء بذلك، وإنما التأكد بالاتصال الهاتفي على الجهة سواء الخطوط أو الفنادق للاطمئنان من وجود حجز باسمه أم لا، مشدداً على أن من يكتشف وجود تلاعب عليه التقدم بشكوى للجهة التي حصل منها على البطاقة؛ لاسترجاع مبالغه، أو رفع شكوى على الموقع والشركة واستعادة المبالغ. مكاتب السفر ومواقع النت ونبه "فاضل البراهيم" إلى أن الحجز بالنت ليس بالضرورة أوفر من مكاتب السفر، مشيراً إلى أن المكاتب لديها اتفاقيات مع الكثير من الفنادق، مؤكداً على أهمية وجود المكاتب السياحية لتفادي الوقوع في مشاكل كثيرة، مشيراً إلى وجود اشتراكات سنوية في مواقع على النت تمنح تخفيضات جيدة على الفنادق والطيران؛ فيتحصل الشخص على حسومات كتلك التي يتحصل عليها من مكاتب السفر، محذراً من عدم الوضوح من قبل بعض المواقع، حيث يفاجأ الشخص عندما يصل إلى تلك الفنادق بوجود ضرائب غير مضافة أثناء الحجز؛ فيدفعها مباشرة في الفندق مما يرفع الكلفة، معتبراً أن الدعم الذي سيحصل عليه الشخص من قبل مكتبه السياحي في حال حصلت له أي مشكله لن تتوفر في مواقع الإنترنت، وأيضاً المرونة في التغيير والاسترجاع. وقدّم "البراهيم" نقاط لخفض كلفة السفر، مبتدئاً بالحجز المبكر الذي قال عنه أنه يوفر على المسافر الكثير من المصاريف في التذاكر والفنادق، لا سيما الذين يسافرون في أوقات الذروة كالإجازات الصيفية والأعياد، كما حث على زيارة أكثر من دولة بتذكرة واحدة، وهذه تتوفر في عدة طيران مما يؤدي إلى خفض التكاليف، داعياً إلى الابتعاد عن الفنادق التي ترهق ميزانية المسافر.