أكد وزير خارجية لبنان الأسبق فارس بويز، أن زيارة أوباما إلى المملكة تندرج في إطار التشاور والتنسيق حيال قضايا المنطقة على خلفية الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين، وتهدف لإيجاد حلول عادلة لقضايا المنطقة خاصة القضية الفلسطينية التي تعتبر جوهر الصراع العربي الإسرائيلي. وأضاف بويز في تصريحات لـ«عكاظ»، أن الزيارة ستكون فرصة للنقاش المعمق للتعاطي الأمريكي مع الملفين الإيراني والسوري وعملية السلام في الشرق الأوسط المجمدة بسبب الصلف الإسرائيلي وتخاذل المجتمع الدولي، موضحا أن أوباما سيؤكد للقيادة السعودية عمق التحالف الاستراتيجي في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والتجارية. وحول إن كان يتوقع تغييرا بالتعاطي الأمريكي مع الأزمة السورية، قال بويز: إن التفاهم السعودي الأمريكي حول المسألة السورية موجود، بيد أنه قال: إنه قد يكون له طريقة للتعامل مع الملف السوري، ولكن الهدف واحد وهو وجوب دعم المعارضة السورية ورحيل الأسد وتشكيل حكومة انتقالية لا يشارك فيها أي عنصر من عناصر النظام السوري الملطخة أياديهم بدماء الشعب السوري. وتحدث بويز عن دور المملكة في مكافحة الإرهاب، قائلا: المملكة كانت ولا تزال حاسمة باتجاه الإرهاب والجماعات الإرهابية، وهذا المبدأ يلتقي مع مبادئ الولايات المتحدة بضرورة محاربة الإرهاب واجتثاثه وتعزيز التعاون مع جميع الدول لمكافحته. وأشار بويز، إلى أن المملكة العربية السعودية دولة كبرى في الشرق الأوسط وحريصة على إحلال الأمن والسلام في المنطقة، ومواقفها ثابتة حيال قضايا الأمة العربية وتعتبر محورا أساسيا ومرجعا سياسيا كبيرا بالمنطقة. وتابع قائلا: ولهذا، فإنه من الضروري أن تنسق واشنطن سياساتها مع المملكة لإيجاد حلول عادلة لقضايا المنطقة خاصة القضية الفلسطينية والأزمة السورية التي تجازوت ثلاث سنوات بلا حل، مع استمرار البطش الأسدي ضد الشعب السوري المغلوب على أمره. وأضاف: إنه على الإدارة الأمريكية تغيير مواقفها حيال التعامل مع ملف عملية السلام والملف النووي الإيراني لكي تستعيد واشنطن مصداقيتها التي فقدتها في المنطقة. موضحا أن ضغط الإدارة الأمريكية على تل أبيب بهدف إرغامها على الاستجابة لاستحقاقات السلام الشامل والذي يعيد الحقوق الفلسطينية المشروعة لأصحابها وسرعة إيجاد حل عادل للأزمة السورية، سيساهم في إعادة المصداقية للسياسة الأمريكية في المنطقة.