عقيل الحلالي (صنعاء) تصدى الجيش اليمني والمقاومة الشعبية الموالية له أمس الاثنين لمحاولة تقدم للمتمردين الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للمخلوع علي صالح باتجاه بلدة لودر في محافظة أبين جنوب البلاد. ومنذ دحرها من محافظة أبين في أغسطس 2015، ترابط ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في جبل عقبة ثره الاستراتيجي الذي يفصل بين بلدة مكيراس التابعة لمحافظة البيضاء (وسط)، وبلدة لودر التابعة لمحافظة أبين مسقط رأس الرئيس اليمني المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي. وذكرت مصادر في المقاومة الشعبية في أبين لـ«الاتحاد» أن المتمردين الحوثيين وقوات صالح المتمركزة أعلى جبل عقبة ثره شنت صباح أمس هجوماً على مواقع الجيش والمقاومة في أسفل الجبل في شمال لودر التي تشهد اضطرابات منذ أيام بعد محاولة مقاتلي تنظيم القاعدة السيطرة على البلدة وتصدي الجيش والأهالي لهم. وأوضحت المصادر أن الهجوم أعقبه اندلاع اشتباكات بين الطرفين استمرت نحو ساعتين، مؤكدة أن قوات الجيش والمقاومة الجنوبية أجبرت الميليشيات على التراجع بعد أن قصفتها بالدبابات والمدفعية الثقيلة. وقال أحد مقاتلي المقاومة الجنوبية «أجبرنا الحوثيين على العودة إلى رأس جبل عقبة ثره بعد محاولتهم النزول والتقدم عدة منعطفات في الجبل مستغلين الأجواء الضبابية الكثيفة في المنطقة والتي تعيق الرؤية». ورجح مصدر محلي سقوط قتلى وجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي وصالح التي حاولت استغلال الاضطرابات الأمنية في لودر للسيطرة على البلدة التي شهدت قبل أيام مواجهات مسلحة بين الأهالي ومقاتلي تنظيم القاعدة حاولوا الانتشار في المنطقة. وقال أحد سكان لودر لـ«الاتحاد» إن البلدة باتت بين مطرقة جماعة الحوثي وسندان تنظيم القاعدة الذي ينتشر مقاتلوه جنوب لودر ويسيطرون على أجزاء كبيرة من بلدتي مودية والوضيع المجاورتين من جهة الشرق، والأخيرة مسقط رأس الرئيس هادي. وأشار إلى أن مقاتلي القاعدة في جنوب لودر منعوا أمس مرور مسلحين من الأهالي حاولوا الوصول إلى شمال البلدة للتصدي للحوثيين الذين يحشدون منذ أيام قواتهم في مكيراس جنوب البيضاء الخاضعة للانقلابيين وتشهد مقاومة شعبية متصاعدة منذ عامين. إلى ذلك، استمرت أمس الاثنين في معظم جبهات القتال في اليمن المعارك بين القوات الحكومية المدعومة جواً من التحالف العربي وميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية التي تسيطر على صنعاء ومناطق في شمال وغرب البلاد. ودارت اشتباكات وقصف مدفعي متبادل بين الجانبين في مناطق الساق وطوال السادة والهجر ببلدتي عسيلان وبيحان شمال غرب محافظة شبوة جنوب شرق اليمن. وتزامن المواجهات مع إعلان محافظ شبوة أحمد لملس إعادة فتح الطريق اﻻسفلتي الذي يربط مديريات بيحان بمدينة عتق عاصمة المحافظة «بعد إعادة تأهيله وتأمينه بعد قطعه من قبل الميليشيا الانقلابية طوال عام كامل». ووجه المحافظ لملس قيادة الألوية العسكرية المرابطة في مديريات بيحان بتسهيل انتقال المواطنين عبر الطريق وضمان سلامتهم وحمايتهم، مشيراً إلى أهمية إعادة فتح هذا الطريق في تخفيف معاناة أبناء مديريات بيحان وعسيلان وعين بعد تحرير معظم أجزائها من مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية. كما شهدت بلدتا صرواح ونهم شرقي صنعاء معارك متقطعة بين قوات الحكومة وميليشيات الانقلاب التي تعرضت بعض مواقعها في البلدتين لغارات جوية من التحالف العربي خلفت قتلى وجرحى وخسائر مادية في صفوف الانقلابيين. كما دمرت سبع ضربات جوية للتحالف العربي، ليل الأحد الاثنين، مواقع ومخابئ أسلحة للميليشيات الانقلابية في منطقة جارف ببلدة بلاد الروس جنوب صنعاء. واحتدمت المعارك أمس في جبهة ميدي الحدودية في محافظة حجة شمال غرب البلاد حيث استهدفت ثماني غارات جوية للتحالف مواقع وتحصينات الميليشيات الانقلابية، بينما دمرت ضربات أخرى أهدافاً للميليشيات في مدينة حرض المجاورة والمتاخمة أيضا للسعودية. وقصفت مقاتلات التحالف العربي مساء أمس الاثنين مواقع للميليشيات في محافظة الحديدة الساحلية (غرب) مستهدفة بثلاث غارات أهدافاً في بلدة ميناء الصليف شمال المحافظة، في حين دمرت ثلاث غارات أخرى مواقع للمتمردين قرب ميناء الحديدة. كما استهدفت نحو 16 غارة جوية مواقع وتحصينات لميليشيات الحوثي وصالح في مدينة المخا الساحلية غرب محافظة تعز (جنوب غرب) حيث تواصل القوات الحكومية تقدمها على الأرض والتضييق على المتمردين المتحصنين داخل المدينة. وذكر بيان صادر عن الجيش اليمني -محور تعز- أن القوات «تضيق الخناق على بقايا الميليشيا في مدينة المخا مصحوباً بقصف مدفعي وغارات لمقاتلات التحالف استهدفت تجمعاتهم وسط المدينة». وبحسب إفادات سكان محليين، فإن الحوثيين زرعوا مئات الألغام في شوارع وأحياء مدينة المخا وتحصنوا بمنازل المواطنين، الأمر الذي يعيق التقدم السريع للجيش والمقاومة الشعبية. كما زرع الحوثيون كميات كبيرة من الألغام في سواحل محافظة الحديدة بمساعدة فنية من خبراء إيرانيين ولبنانيين دخلوا اليمن لهذه المهمة، وذلك بمصادر يمنية أشارت إلى أن المتمردين زرعوا الألغام في مساحات تقدر بنحو 50 كيلومتراً في منطقة الصليف، كما فخخوا السواحل المحيطة بميناء الحديدة بالكثيب. وأوضحت هذه المصادر لسكاي نيوز عربية أن عملية تفخيخ الحديدة شملت أيضا ساحل العلوي وساحل الفازة جنوبي الحديدة، ومحيط ميناء الحيمة، إلى جانب الساحل المحاذي لمنطقة المغرس بمديرية التحيتا، والساحل المقابل لمديرية حيس.