أكد خبراء سياسيون على حساسية توقيت زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما للمملكة،ولقائه بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لتزامن الزيارة مع تطورات متلاحقة على الإقليم، ومستجدات باتت تثير مخاوف وقلق الكثير من الدول العربية بصورة عامة والخليجية بشكل خاص، مشددين على أهمية تلك الزيارة،انطلاقاً من مكانة الدولتين ودورهما فى السياسة الدولية والإقليمية، وأن هذه القمة سوف تناقش القضايا الإقليمية مصدر القلق والتوتر فى الإقليم مثل البرنامج النووى الإيرانى بعد التفاهمات الأمريكية الإيرانية وتطورات الأزمة السورية،وكذلك الموقف الأمريكى من قضايا الوضع المصرى وتعثر محاولات استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيلي، ووصول إلى تنامى الإرهاب من جانب تيارات الإسلام السياسى والتى تحظى بعضها بدعم أمريكى. من جانبه أكد وكيل المخابرات المصرية السابق اللواء محمد رشاد أن الملف النووى الإيرانى تصدر أعمال قمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الامريكى باراك أوباما، ويرجع تصدر هذه القضية إلى المخاوف التى أثارها الاتفاق الموقع بين إيران والدول الكبرى حول الملف النووى والذى يؤسس لدور ايرانى فى المخاطر وأن هذا الدور يثير مخاوف الأطراف الإقليمية وخاصة دول مجلس التعاون الخليجى، وأن المملكة بحكم دورها القيادى فى الإقليم تسعى لاستجلاء الغموض المصاحب لهذا الاتفاق، نظراً للمخاوف المشروعة من جانب دول مجلس التعاون الخليجى ولا سيما أن تداعيات الاتفاق النووى بين إيران والولايات المتحدة، سوف يكون له امتدادات على قضايا إقليمية أخرى مثل الأزمة السورية لأن التوافق الإيرانى الأمريكى سيقود إلى حل الأزمة السورية من المنظور الإيرانى وعلى حساب الشعب السورى ومواقف المملكة ودول عربية أخرى تسعى لدعم الشعب السورى والضغط على نظام بشار الأسد للقبول بحل سياسى للأزمة يستجيب لمطالب الشعب السورى. وأضاف « رشاد»: إن المملكة سوف تمارس دورها باعتبارها القوة الإقليمية الكبرى للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة والعمل على حماية الأمن القومى العربى من كل المهددات سواء جاءت من داخل الإقليم أو من خارجه. وقال الخبير الإستراتيجي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية محمود أبو القاسم: إن زيارة الرئيس الأمريكى تأتى فى توقيت حساس للغاية نظراً للمعطيات الموجودة على الساحة وكلها معطيات سلبية، مشيراً إلى أن الملف النووى الإيرانى من المتوقع أن يتصدر القمة باعتباره أهم المعطيات السلبية فى المنطقة وتشهد مواقف متباينة بين الطرفين،حيث يثير هذا الملف مخاوف المملكة تحسباً للتداعيات المتوقعة للاتفاق النووى بين إيران والقوى الدولية والذى ربما يشهد فى مراحل متقدمة منه الوصول إلى تفاهمات بين واشنطن وطهران يفتح الباب أمام الدور الإيرانى فى الإقليم ولا سيما فى حال وصول هذه التفاهمات إلى إيجاد تفاهم بين إيران وإسرائيل سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة،وأن حدوث مثل هذا سوف ينعكس سلبياً على القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الزيارة تأتى أيضاً فى توقيت يتعاظم القلق داخل كثير من دول الإقليم من السياسة الأمريكية مثل الأزمة السورية التى تشهد دعماً روسيا لبشار الأسد،فى الوقت الذى يتسم الموقف الأمريكى بعدم الحسم مما أوجد فجوات بين موقف المملكة الداعم للشعب السورى،والمطالب بدعم وتسليح المعارضة فى الوقت الذى يتسم الموقف الأمريكى منها بالالتباس. وأضاف «أبو القاسم»: إن من القضايا التى تشهد مواقف متباينة بين الطرفين، تأتى القضية المصرية، حيث تدعم المملكة القاهرة بصورة كلية، فيما يتسم الموقف الأمريكى بـ» الميوعة «وعدم الحسم وأحياناً يبدو التردد، ويضاف إلى المواقف المتباينة بين الطرفين أيضاً قضية تيار الإسلام السياسى الذى تؤيد إدارة أوباما وصوله للسلطة فى البلدان العربية،فيما تثير هذه التيارات مخاطر على الكثير من الدول العربية،حيث تمثل تهديداً لأمن واستقرارالمنطقة، مشيراً إلى أن الرئيس باراك أوباما يسعى من خلال زيارته للمملكة باعتبارها القوة الإقليمية الكبرى فى المنطقة، إلى طمأنة الأطراف الخليجية والعمل على تهدئة التوتر فى منطقة الشرق الأوسط، وربما تنجح القمة فى الوصول إلى تفاهمات فى هذا الإطار. وقال السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق: إن زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تعدّ خطوة من أجل استعادة الثقة بين الولايات المتحدة ودول المنطقة العربية فى ظل الانحسار الذى تشهده العلاقات الأمريكية مع عدد من العواصم العربية بسبب السياسات الأمريكية تجاه بعض الدول العربية وخاصة مصر، وأشار «هريدي» إلى أن المملكة قادرة على إحداث تغيير فى قناعات إدارة أوباما تجاه التغييرات التى تشهدها مصر منذ 30 يونيو وتحركاتها نحو إنجاز خارطة المستقبل التى تعكس إرادة الشعب المصرى صاحب الحق الوحيد فى اختيار نظرائه السياسى وشخصيات من يحكمه. من جانبه مساعد أول وزير الخارجية للشؤون العربية السابق السفير هانى خلاف أنه يتوقع حدوث تفاهمات حول نقاط الخلاف بين واشنطن والرياض فيما يخص الأزمة السورية فى ظل تعثر الجهود الدولية فى حل الأزمة سياسياً وقاد إلى فشل مؤتمر جنيف 2، مشيراً إلى الزيارة ستبحث مجمل القضايا الإقليمية وخاصة القضية الفلسطينية فى فشل كل المحاولات لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأنه من المقرر أن يكون الملف المصرى حاضراً على جدول أعمال القمة وأن خادم الحرمين الشريفين سوف يكون حائط الدفاع الأول للدفاع عن مصر وضرورة إحترام إرادة المصريين. المزيد من الصور :