×
محافظة الرياض

خطة لرفع مستوى تنمية 20 محافظة بالرياض

صورة الخبر

بات تنظيم «داعش» اليوم الإثنين، محاصرا بالكامل في مدينة الباب، آخر أبرز معاقله في محافظة حلب في شمال سوريا، بعد تقدم قوات النظام جنوب المدينة التي يحاصرها الأتراك وفصائل سورية معارضة من الجهات الثلاث الأخرى. وتشكل المدينة منذ نحو شهرين هدفا لهجوم يشنه الجيش التركي وفصائل سورية معارضة تدعمها أنقرة لطرد التنظيم، قبل أن تبدأ قوات النظام السوري وحلفاؤها هجوما موازيا لاستعادة السيطرة على المدينة ومحيطها تمكنت خلاله من السيطرة على أكثر من ثلاثين قرية وبلدة. وليس واضحا ما إذا كان الجانبان الواقفان على طرفي نقيض أصلا في النزاع السوري، يتسابقان ميدانيا للوصول والسيطرة على الباب أو إن كان هناك اتفاق غير معلن بينهما، خصوصا أن روسيا التي تساند دمشق في هجومها، قدمت في وقت سابق دعما جويا للعملية التركية الداعمة للفصائل. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، لوكالة «فرانس برس» الإثنين، «بات عناصر تنظيم داعش، محاصرين تماما في مدينة الباب، آخر معاقل التنظيم في محافظة حلب، بعد سيطرة قوات النظام وحلفائها ليل الأحد الإثنين على طريق رئيسي يربط الباب بالرقة»، أبرز معقل للتنظيم في سوريا. وكان هذا الطريق الأخير المتبقي للإرهابيين من وإلى الباب. وذكر المرصد، أن تقدم قوات النظام التي باتت على بعد خمسة كيلومترات جنوب الباب، جاء «بدعم من حزب الله اللبناني، وبإسناد من كتائب المدفعية والدبابات الروسية». وأورد عبد الرحمن، أن 11 عنصرا في القوات الحكومية قتلوا الإثنين قرب الباب، و14 آخرون في محافظة حمص بوسط البلاد، حيث تخوض قوات النظام أيضا مواجهات مع الإرهابيين. وبدأت تركيا في 24 أغسطس/ آب، عملية «درع الفرات»، دعما لفصائل معارضة لطرد الإرهابيين من المنطقة الحدودية في شمال محافظة حلب. تنسيق تركي روسي .. وتتعرض مدينة الباب ومحيطها لغارات جوية تركية وروسية وسورية على حد سواء في إطار العمليتين العسكريتين الجاريتين ضد الإرهابيين. كما تقصف مقاتلات التحالف الدولي بقيادة واشنطن المدينة أيضا. وشنت روسيا وتركيا الشهر الماضي غارات جوية مشتركة ضد تنظيم «داعش»، في منطقة الباب. وأعلنت روسيا في 26 من الشهر الماضي، أن هذه «العملية الجوية المشتركة»، كانت «بالتوافق مع الجانب التركي». ويرى الخبير في الشؤون السورية توما بييريه، لـ«فرانس برس»، أن الباب «تحظى بأهمية أكبر بالنسبة إلى الأتراك من دمشق الذين جعلوا المدينة هدفا رئيسيا لعملية درع الفرات». ويعتبر أن تقدم قوات النظام جنوب المدينة يهدف أساساً إلى «حماية الخاصرة الشرقية لحلب»، التي سيطرت عليها في ديسمبر/ كانون الأول، وإلى «منع قوات درع الفرات من التقدم من الباب باتجاه الجنوب». ويثير الهجوم التركي في شمال سوريا غضب دمشق التي تصف تدخل أنقرة، بأنه «احتلال» لأراض سورية، وفق ما جاء في رسالة وجهتها إلى الأمم المتحدة الأسبوع الماضي. وبعد سنوات من الخلاف الحاد حول سوريا وأزمة دبلوماسية ناتجة عن إسقاط تركيا طائرة حربية روسية في سوريا، شهدت الفترة الأخيرة تقاربا بين موسكو وأنقرة. وفي التاسع من أغسطس/ آب، التقى الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، لتبدأ من بعدها جهود حثيثة حول سوريا، توجت باتفاق لوقف إطلاق نار في نهاية ديسمبر/ كانون الأول، برعاية الدولتين، وللمرة الأولى من دون مشاركة واشنطن. وتلت ذلك محادثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين في أستانة الشهر الماضي، دعت إليها موسكو وأنقرة وطهران، حليفة النظام السوري، على أن تستأنف الأمم المتحدة في 20 فبراير/ شباط، مفاوضات السلام بشأن سوريا. وأعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان الإثنين، أن الهيئة العليا للمفاوضات تعقد اجتماعا يومي الجمعة والسبت، لإعلان أسماء وفد المعارضة إلى جنيف. سياسة «غير واقعية» .. في دمشق، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الإثنين خلال استقباله وفدا برلمانياً بلجيكياً، أن «معظم الدول الأوروبية انتهجت سياسة غير واقعية منذ بداية الحرب فى سوريا، وهي بذلك عزلت نفسها وقضت على أي دور يمكن أن تلعبه فى هذا المجال، كما أنها تسببت بإلحاق الضرر بمصالح شعوبها». على جبهة أخرى، تسعى قوات النظام إلى التقدم في حقول الغاز والنفط في محافظة حمص في وسط البلاد. وتمكنت من السيطرة الأحد على حقل حيان للغاز غرب مدينة تدمر الأثرية. وكان تنظيم «داعش»، فجر قبل حوالى شهر شركة «حيان» النفطية التي تؤمن ثلث حاجات سوريا من الطاقة الكهربائية. وسيطر الإرهابيون على الحقل بالتزامن مع استيلائهم مجددا على مدينة تدمر في 11 ديسمبر/ كانون الأول. وبحسب عبد الرحمن، «تركز قوات النظام حاليا على حقول النفط والغاز بسبب أزمة الوقود التي تعاني منها المناطق الواقعة تحت سيطرتها». ويخوض تنظيم «داعش»، معارك على جبهات سورية أخرى، أبرزها في مواجهة الحملة التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف فصائل عربية وكردية، منذ الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، في اتجاه الرقة. ويسيطر الإرهابيون، حاليا على 33 في المئة من البلاد (يعيش فيها 9,5  في المئة من السكان)، وتشمل كامل محافظة دير الزور النفطية (شرق)، والجزء الأكبر من محافظة الرقة (شمال)، وعلى كامل المنطقة الصحراوية الممتدة من مدينة تدمر (وسط)، وصولا إلى الحدود العراقية. وجاء في تقرير جديد نشرته الأمم المتحدة الإثنين، أن تنظيم «داعش»، في وضع دفاعي على الصعيد العسكري، ويواجه انخفاضا في عائداته المالية من النفط، كما تتضاءل قدرته على استقطاب مجندين جدد. لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، نبه في التقرير الذي رفعه إلى مجلس الأمن، إلى أن إرهابيي التنظيم لا يزالون يمثلون تهديدا خطيرا، «ويتأقلمون جزئيا» مع الخسائر التي يتكبدونها في أرض المعركة.