×
محافظة المنطقة الشرقية

التاريخ الدموي الحافل لـ"الرجل الصامت" في سوريا

صورة الخبر

شهدت ندوة أقيمت بالمقهى الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أمس الأحد، لمناقشة كتاب "تهجير المؤنث"، للكاتبة والمخرجة نورا أمين، نقاشًا حادا بين الجمهور على خلفية طرح قضية التحرش الجنسي بالمرأة من قبل الرجل، ودار سجال بين الجمهور حول أسباب التحرش. شارك في مناقشة الكتاب الدكتورة عزة كامل، والكاتب الصحفي وائل سعيد، وأدارها الناقد شعبان يوسف. وتحدثت الكاتبة والمخرجة نورا أمين، عن تجربتها في كتابة "تهجير المؤنث"، موضحة أنها خاضت مجالًا جديدًا عليها، نظرًا لكونها مخرجة مسرحية وتكتب الرواية، مشيرة إلى أن فكرة الكتاب جاءت من كون المجتمع يعتبر جسد المرأة محرم، ويجب تنحيته عن مجال الرؤية، وأن ظهور جسدها فكرة مخلة بمفهوم الشرف. وأشارت إلى أن التحرش يأتي من اعتبار جسد المرأة شيء يمكن العبث به، وأن هذا راجع لمفهوم الملكية والمفهوم الأبوي، الذي تولد عنه مفهوم الدولة، مشيرة إلى أن الوقوف على خشبة المسرح يحرر الجسد من هذه السلطة والنظرة السيئة لجسد المرأة. وقال الناقد والشاعر شعبان يوسف، إن عنوان الكتاب "تهجير المؤنث"، عنوان أدبي بامتياز، ينتمي إلى عالم الأدب أكثر من انتمائه إلى الأبحاث العلمية،رغم أن المؤلفة لها تجارب بحثية سابقة.مشيرًا إلى أن الكتاب يناقش قضية إقصاء المرأة، والنظرة غير السوية لجسدها، والأشكال المتعددة لمحاولة إبعادها بشكل عام عن منصة اتخاذ القرار. وأشار "يوسف"، إلى أن المجتمع راضي عن إبعاد المرأة ومتواطئ مع الثقافة الأبوية التي تقهر المرأة، وتكفين جسدها الأنثوي، حتى إن أدباء مثل يوسف إدريس وطه حسين، حاولوا إقصاء المرأة، باستثناء منظمات المجتمع المدني، مؤكدًا أن القضية تحتاج إلى مواجهة فكرية ضخمة، لتغيير هذه النظرة تجاه المرأة. من جانبها أكدت الكاتبة الدكتورة عزة كامل، أن القمع الجنسي يؤدي لقمع فكري شديد، مشيرة إلى أن المؤلفة وضعت يدها على بداية الطريق لدراسة واسعة وحقيقية حول احترام جسد الأنثى، مؤكدة ضرورة تربية النشء الجديد على احترام الأنثى، واحترام جسدها، ومشيرة إلى أن التحرش ليس مرتبط بطبقة اجتماعية، إنما مرتبط بثقافة. ومن جانبه أكد الكاتب الصحفي وائل سعيد، أن مسيرة نورا أمين منذ أولى رواياتها معنية بفكرة الجسد الأنثوي، وأن هذا الكتاب يعد محاولة لإكمال مشروعها المعنية به، مشيرًا إلى أن أنها لم تركز على التفاصيل المعتادة كمشكلات الختان، والعنصرية الممارسة ضدها، إنما تعاملت مع المشكلة الأنثوية بصفتها مشكلة ثقافية من خلال خط حكائي لسيرة ذاتية، وسيرة جماعية للفكرة الأنثوية نفسها، وأنها طرحت الخلاص من هذا المأزق باللجوء إلى المسرح، كونه يحرر الجسد من الأعباء التي تقع عليه.