×
محافظة المنطقة الشرقية

.. و 35 ألف زائر لمعرض أسماء الله الحسنى

صورة الخبر

كثيراً ما يقارن الناس بين الكتاب في حالته الورقية ووسائل النشر الإلكتروني الأخرى وفي حالة الإجابة على المقارنة يظل السؤال بارزاً هل تحل وسائل النشر الإلكتروني وخاصة الكتاب الإلكتروني محل الكتاب الورقي؟! لقد استطاع العرب إلى حد ما استيعاب ثورة المعلومات بشكل جيد ولكن الخطوات تبدو متباينة من دولة عربية إلى أخرى بل ربما تكون متعثرة في بعض الدول العربية. ولا شك ان استيعاب العرب لثورة المعلومات يفوق كثيراً استيعابهم للثورة الصناعية التي استطاعت أن تجعل الدول الغربية في المقدمة بالنسبة للدول الأخرى خلال القرن التاسع عشر والعشرين. إن ثورة المعلومات ذات طبيعة استيعابية، أي انها ثورة مفتوحة تمتد على كل أرجاء العالم مما يجعل الناس يستخدمونها وينتفعون بإمكانياتها وفوائدها الكثيرة كما أنها ثورة سريعة الانتشار وذات طبيعة دينامية. وتختلف ثورة المعلومات عن الثورة الصناعية السابقة في النواحي التالية: انها لا تدمر أو تلوث البيئة. انها لا تستعبد الإنسان ولا تستنزف طاقاته. انها توفر للإنسان كثيراً من حيث الوقت والجهد والأمان. وقد نجح الناشر العربي إلى حد كبير في استغلال الإمكانات الهائلة التي قدمها الحاسوب وأحدث فيها نقلة فرعية وكمية في النشر والإخراج والطباعة. ومع ذلك فإن النشر العربي لا يزال يعاني من تخلف البرامج الخاصة بالنشر إذا ما قورن بتلك الموجودة باللغات الإنجليزية أو الفرنسية... إلخ كما أن الصحافة العربية قد تطورت بفضل استعمال التقنيات الحديثة التي أقامتها ثورة المعلومات في مجال النشر الإلكتروني ولا شك أن مجال النشر الإلكتروني أصبح متاحاً كبديل لوسيلة النشر الورقي. وسوف تشهد الفترات القادمة تركيزاً على تقديم الكتاب في صورة أقراص مضغوطة CD وغيرها من الوسائل، ولكنني أرى أن لا يركز على هذا الجانب فقط بل لا بد أن تكون وسيلة النشر الإلكتروني مترافقة مع نشر النسخ الورقية للكتاب أو المطبوعة. وبالرغم من أهمية النشر الإلكتروني إلا أن الكتاب بشكله التقليدي سيظل أهم وأبسط وسيلة للمعرفة، كما أن الكتاب الورقي سيظل ممتعاً دائماً بالمميزات الهامة التي تفتقدها وسائل النشر الإلكتروني حيث إن الكتاب يمكن قراءته دون الحاجة إلى آلة أو وسيط كما انه سيظل محتكراً لما يمكن أن نسميه بالتأثير البصري لمحتواه، حيث يمكن أن نقلب صفحاته لنصل إلى الموضوع الذي نجد فيه ما نريده بسهولة. ومع هذا فإن حلول القرص المضغوط محل الكتاب سيظل محدوداً نسبياً أما الكتاب الإلكتروني فلا يزال الطريق أمامه طويلاً لهزيمة الكتاب الورقي الذي سيظل صامداً إلى أمد لا نعلم مداه...