قال الكاتب البريطاني إدوارد لوس، إن أحداً لا ينبغي أن يدهش من وفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بما تعهد به من حظر دخول المسلمين لبلاده ووضْع "أمريكا أولاً" على طريق التجارة وتسمية شخصيات محافظة للمحكمة العليا. وأضاف لوس - في تعليقه بصحيفة الـفاينانشيال تايمز - إن ترامب، طالما كان بمثابة كتاب مفتوح يتعين قراءته استعداداً للأعوام الأربعة المقبلة. وأكد الكاتب أن ترامب في عقده الثامن ليس بصدد تغيير قواعده في الحياة العملية، وأول تلك القواعد: "عدم الاعتراف بالخطأ"؛ فهو يفضل التمادي على الاعتذار والتراجع حتى فيما يتعلق بالأخطاء العابرة؛ ومن ذلك أنه ربما نسي ذِكْر اسم اليهود في بيانه بشأن الهولوكوست في الاحتفاء بتلك الذكرى وها هو (ترامب) الآن يواصل عدم ذِكْر الاسم – بالنسبة ترامب، تعتبر تكاليف التشبث بسياسة سيئة أقل دائما من تكاليف الاعتراف بالخطأ. وثاني قواعد ترامب الحياتية بحسب الكاتب هي: "معاقبة المنتقدين"؛ إن ترامب يكيل الصاع بعشرة أمثاله لمن ينتقده، لا سيما وأنه الآن يتبوأ أقوى منصب في العالم ولذلك تبعاته على نحو ما اكتشف موظفو الإدارة الأمريكية، ومن ذلك إقالة ترامب الأسبوع الماضي للقائمة بأعمال وزير العدل (سالي ييتس) لانتقادها قراره الخاص بحظر دخول مواطنين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة، حيث اتهمها ترامب بالخيانة لمجرد أن لها رأياً مختلفاً. كما دعا المتحدث باسم ترامب، الدبلوماسيين الأمريكيين للاستقالة بدلاً من تسجيل اختلافاتهم عبر قنوات المعارضة العتيدة... وإذا كان توضيح نقاط ضعف أية سياسة يعتبر بمثابة مهمة أساسية لأي موظف مهم بالحكومة فإن ترامب أعلنها بوضوح أنه إنما يريد مشجعين وليس منتقدين. وقال لوس، إن القادة الأجانب -ومن بينهم المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل- ينبغي أن يأخذوا الحذر، ذلك أن ترامب لن يتردد في التصعيد إذا ما واجه تحدياً، واتخذت إدارة ترامب بالفعل تصعيداً ضد ألمانيا يتعلق بمزاعم التلاعب بالعملة كما انتقدت قرار ميركل المتعلق باللاجئين السوريين، على نحو ترك المستشارة الألمانية تتعامل بحذر بالغ مع تلك الإدارة الجديدة. وعلى غرار القادة الأجانب، ينبغي على أصحاب الأعمال التجارية أن يأخذوا حذرهم كذلك؛ فإن الأمر لا يستغرق دقائق معدودة حتى يهدد ترامب بإلغاء صفقة كان للتو يدافع عنها. وتابع صاحب المقال قائلا إن ترامب أوضح أنه يتقاسم مع ريتشارد نيكسون وجهة النظر القائلة بأن باستطاعة الرئيس الانتقاء والاختيار من بين القوانين أيّها يروق له ويتوافق معه، بدءًا من المراجعات الضريبية وحتى عمليات التنصت. وثالث قواعد ترامب الحياتية بحسب الكاتب هي: "عمل ما يتطلبه الأمر للترويج للماركة"، حتى ولو تطلب ذلك تزوير الواقع، ومن ذلك: التعليمات التي أصدرها ترامب غداة حفل تنصيبه لمدير إدارة المتنزهات الوطنية بحذف تغريدة للأخير أظهرت ضآلة الحشود الجماهيرية الحاضرة لحفل تنصيت ترامب مقارنة بين صورة للحفل وأخرى إلى جوارها لحفل تنصيب الرئيس السابق باراك أوباما. ورابع قواعد ترامب الحياتية حسبما يقول لوس هي: "الزهو يغطي على كل شيء آخر"، ورجح الكاتب أن يعمد ترامب دائماً إلى اتهام النظام الحكومي بالفساد وإلقاء الشكوك على سيادة القانون في الدولة التي يتولى قيادتها، وما منعه من التشكيك في نتائج الانتخابات إلا أنه الفائز فيها رغم خسارته التصويت الشعبي. واختتم لوس قائلاً إن الراغبين في الإضرار بالموقف الأمريكي لا يحتاجون أن يرفعوا إصبعا، إن ترامب ينوب عنهم في ذلك؛ وكما قال نابليون "لا تقاطع عدوك أثناء ارتكابه الأخطاء".