نشرت صحيفة "إيزفيستيا" مقالا كتبه رئيس الحكومة الأوكرانية الأسبق ميكولا آزاروف، يتحدث فيه عن سبب إلغاء اجتماع قادة الناتو بالقيادة الأوكرانية. كتب ميكولا آزاروف: لقد حدد الناتو سياسته تجاه أوكرانيا منذ زمن. ويكمن الموقف الرسمي للناتو في أن مسألة توسيع الناتو ليست مطروحة حاليا، وبالذات انضمام أوكرانيا إليه. وبالطبع، يمكننا أن نجتهد في هذا المجال، ولكنني لا أعتقد أن قرار إلغاء لقاء قادة الناتو بالقيادة الأوكرانية هو بسبب خوفهم من رد الفعل الروسي. والسبب الأكثر احتمالا هو أنهم ينتظرون تحرك اللاعب الأكثر نفوذا الولايات المتحدة. أي أن الحلف يتريث إلى حين وضوح موقف الإدارة الأمريكية الجديدة. وإلى ذلك، فما الذي كانت ستتم مناقشته في هذه القمة؟ لقد أعلن بوروشينكو عن نيته إجراء استفتائه غير القانوني، وقد يكون هذا من بين الأسباب التي دعت الناتو إلى إلغاء اللقاء. لأن من الواضح جدا أن الحلف لا ينوي مناقشة هذه المسالة حتى نظريا، فضلا عن أن منظمة حلف شمال الأطلسي ليست مستعدة لوضعها أمام الأمر الواقع. يقول بوروشينكو وزملاؤه: "نحن سنجري الاستفتاء، وعليكم النظر في طلبنا". ففي السياسة لا يعمل أحد بهذا الأسلوب. لأنه إذا قيل لك إن الوقت غير مناسب، والموضوع غير مدرج على جدول الأعمال، فلِـمَ طرق الباب المغلق؟ Михаил Палинчак بيترو بوروشينكو لقد اعترف بوروشينكو بصورة مفاجئة بأنه أكثر الراغبين بإلغاء العقوبات المفروضة على روسيا. وبرأيي، فإن تفسير كلام هذا الشخص، الذي يطلق يوميا تصريحات غير مسؤولة تماما، أمر غير مفيد، لأنه يقول اليوم إنه من أنصار رفع العقوبات، في حين أنه دعا قبل يومين خلال لقائه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى بقاء العقوبات المفروضة على روسيا وحتى إلى تشديدها. ويضيف إلى هذا ما صرح به لاحقا بأن من الضروري أن تسحب روسيا قواتها كافة من الأراضي "المحتلة"، وإعادة شبه جزيرة القرم. وهذا كله ثرثرة فارغة. وحاليا هناك في دونباس عدوان حقيقي، ومعارك مستمرة في أفدييفكا. ولم تنشب هذه المعارك يوم أمس، بل هي منذ شهر، حيث بدأت بقصف نشيط وعمليات استطلاع مستمرة، ومحاولات الاستيلاء على أراض ليست تحت سيطرة أي جهة. وهذا ما سجله مراقبو بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي. وكل شيء يجري وفق تصريحات (وزير الداخلية أرسين) أفاكوف و(أمين مجلس الأمن القومي والدفاع ألكسندر) تورتشينوف و(الرئيس بيترو) بوروشينكو، التي تشير إلى أنهم يحضرون خلال شهر لهذا العدوان، خاصة بعد تصريح بوروشينكو لقناة تلفزيونية محلية يوم 29 يناير/كانون الثاني المنصرم بشأن نجاحات عظيمة مزعومة، والاستيلاء على مرتفعات مهمة وأراضٍ جديدة، وضربات ضد قوات الدفاع الذاتي. أي أن بوروشينكو بدأ مسرحيته. ومن السابق لأوانه الحديث عن تطور الأحداث، لذلك أقترح الانتظار بعض الوقت إلى أن نرى خطوات محددة في تطبيع العلاقات الروسيةالأمريكية. ونعول على واقعية وموضوعية واهتمام الرئيس الأمريكي الجديد. فنحن حاليا نرى أنه يركز على النمو الاقتصادي للولايات المتحدة. ونأمل أن يظهر هذا الموقف الواقعي، الذي يستعرضه في قراراته الأولية، في موقفه بشأن الأزمة الأوكرانية.