تحمل الأيام القادمة في طياتها الكثير من التوتر وربما العنف بين العلاقات الإيرانية الأمريكية، لاسيما بعدما شهدت في الفترة الأخيرة تطورات دبلوماسية جيدة وتحركات مهمة عدها الكثير من المراقبين، إنجازا سياسيا كبيرا للرئيسين الأمريكي باراك أوباما والإيراني حسن روحاني. وتخدم سياسات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" المتشددين في إيران، وتصب تصريحاته الهجومية ضد طهران في مصلحتهم من أجل تعبئة انصارهم ضد أمريكا، وتتبني الإدارة الأمريكية الحالية سياسة العداوة الصريحة لإيران وترفض الدبلوماسية، ودوما تتحدث عن دهس طهران في حال عدم التزامها ببنود الاتفاق النووي، فكلا النظامين يتنافسان من أكثر تشددا ومن يستطيع هزيمة الآخر. وقالت فورين بوليسي الأمريكية إن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستظهر العداء للحكومة الإيرانية في اليمن، والتي ستشهد انتقال حلبة الصراع إليها، وبدأت خطوات تصعيدية ضد ميليشيات "الحوثيين" المدعومة من إيران في اليمن، كجزء من خطة أوسع لمواجهة طهران عبر استهداف حلفائها. و يدرس ترامب اتخاذ خطوات أكثر صرامة بما في ذلك شن هجمات باستخدام الطائرات المسيرة ونشر مستشارين عسكريين أميركيين على الأرض لمساعدة القوات المحلية. ونشرت الولايات المتحدة مدمرة تابعة للبحرية الأميركية في الساحل اليمني من أجل منع تهريب شحنات الأسلحة الإيرانية إلى المتمردين المدعومين من إيران، وسط رغبة أمريكية لبدء مواجهة عسكرية ضد الحوثيين بشكل مباشر. وقال أحد المستشارين العاملين مع فريق الأمن القومي الأمريكي للمجلة أن "هناك رغبة داخل الإدارة في القيام بعمل قوي جدًا" ضد إيران في اليمن، وأن الولايات المتحدة "قد تنخرط في شكل مباشر في قتال الحوثيين" إلى جانب حليفيها السعودي والإماراتي. و يري مساعدي ترامب أن ضعف ادارة أوباما في التصدي لإيران جعلها تشعر أنها يمكنها أن تقف أمام أمريكا. أكد السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر، استمرار دعم بلاده الشرعيةَ بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي لاستئناف العملية السياسية، مشيرًا إلى ضرورة حرص مختلف الأطراف على التوصل إلى حل سلمي ينهي المعاناة الإنسانية.