الواقع العربي مؤلم وموجع، ويسير باتجاه خطير ومروع، وحال الأمة مخيف ومفزع، أما مستقبلها فأمر مشكوك فيه. هل ستبقى لها مكانة ووجود، في عصر لا مكان فيه مطلقاً لغير الدول المتعاضدة والمتكاتفة، والتي تستغل كل معطيات العصر وعوامل القوة فيه، ومستجداته، لفرض وجودها على الساحة الدولية، وتعزيز هيبتها ونفوذها، وضمان حقوقها وسيادتها واستقلالها وكرامتها. أين أمتنا من كل ذلك؟ لقد سقطت مقدراتها في قبضة أعدائها. لقد خطف أصغر أعداء العروبة ثرواتها وجهدها ووقتها، فماذا بقي لها؟ حتى ارتفاع سعر برميل النفط العربي حصل في زمن استعرت الحروب العبثية الطاحنة والمقيتة، في وطننا العربي، كي تستنزف واردات هذه الثروة العربية، وتهدر وقت العرب وجهدهم ودماء إينائهم فيختفي وجودهم الفعلي على الساحة الدولية، ويفقدون قدرتهم على التدخل، وصياغة أحداث العالم ومتغيراته، بالشكل الذي يضمن حاضر الأمة ومستقبل أجيالها، نعم كل ذلك حصل بتخطيط وتدبير مدروس ومحكم، من قبل أعداء الأمة. ومن الموجع والمفجع، أنهم نجحوا نجاحاً واضحاً وجارحاً، لا يمكن الشك فيه. أما هذه المبادرات التي يقدم عليها بعض قيادات الأمة، المشكورة على فعل ذلك، لم تلقَ التشجيع والدعم والمساندة الفعلية والجادة، من قبل كل الأطراف التي يعنيها الأمر، لذلك لم تكن بالمستوى الذي يمكّنها من تغيير هذا الواقع الأليم إلى أفضل منه. المطلوب اليوم أن تدق كل أجراس الإنذار، في كل بقاع الأمة، في كل بيت عربي، وفي كل زقاق وحارة وساحة وشارع، وأن يتكاتف الجميع، لتدارك حال العروبة ومستقبل أجيالها، وإلا فما ينتظرها من أهوال ومصير واضح وضوح الشمس.