النسخة: الورقية - دولي سيارة فخمة بيضاء طويلة تتوقف أمام قصر. بداية عادية وأكثر من عادية لإعلان ما عن سيارة ما متميزة وتستحق ربما مخيلة أكثر ابتكاراً تليق بها وبالدعاية لها، وهو ما لم يتحقق. يُفتح باب السيارة لتترجل منها الإعلامية بروين حبيب ولتخطو كأميرات الأحلام بملابسهن اللامعة ومشيتهن الخفيفة، ناظرة بطرف العين إلى الكاميرا... يبدو المشهد للوهلة الأولى على شاشة «تلفزيون دبي» إعلاناً لا ريب عن سيارة، أو عن عطر أو جواهر أو محل للملابس الثمينة... أشياء من هذا القبيل بالتأكيد ولكن ليس عن برنامج ثقافي. التركيز شديد على «نجمة»، وليس على برنامج ونوعيته أو ماهيته. الكلام حلو، ولكن مع من؟! من هم الضيوف؟ أو على الأقل ضيف الحلقة المقبلة. يوحي الإعلان بأن البرنامج لصاحبه وليس لضيوفه كما هي حال برامج حوار أخرى على شاشات عربية. خاطر لا بد يحضر وبروين حبيب تشير إلى «الايغو» أو الأنا المضخمة وحب الظهور المبالغ به والذي يميل إليه الفنانون ويدفعهم للخطو على السجادة الحمراء في المهرجانات. ورد هذا في معرض حوارها في برنامجها «حلو الكلام» مع ضيفيها المخرجة الإماراتية نجوم الغانم ومسؤول في مهرجان دبي السينمائي. حسناً، يبدو أن الـ«أنا» وتضخيم الذات ليس لدى الفنانين فقط. إنما لننس هذا ولنلتفت للبرنامج. استطاعت حبيب إدارة الحوار بنجاح بين الضيفين، مفسحة المجال لهما مناصفة للحديث وهو ليس بالأمر الهين في محاورة ثنائية. كما تمكنت من الالتفاف على بعض نقاط خلاف أو عتب بينهما حول دعم مهرجان دبي لأفلام إماراتية، ومنها (ربما) أفلام الغانم. هذه المخرجة الإماراتية المتميزة لم تنسق وراء المديح والمجاملات التي يلجأ إليها عادة الضيوف وكانت ترد بأسلوب لطيف ولكن حازم حين يخالف ما تقوله مستضيفتها او زميلها الضيف لرأيها، كأن تلقي جملة بسيطة عن «الشكل الدعائي والسياحي للمهرجان» و«الضغط الكبير» للسجادة الحمراء عليها رغم أنها «تقليد موجود في كل المهرجانات»، ليدرك المشاهد رأيها الصريح بهذا النوع من الاحتفالات السطحية ولكن الضرورية لدى بعضهم. كما كان تعليقها لافتاً حول إعجابها بفيلم «وجدة» للسعودية هيفاء المنصور واعتراضها على قول زميلها الضيف أن نجاح الفيلم في الغرب لا يتعلق بموضوعه «لأن المتفرج الغربي لا يعرف نوعية الفيلم قبل الذهاب إليه»، وهذا مخالف تماماً للواقع كما أشارت. حلقة ناجحة مع الضيفين، وعلى البرنامج تكريس المزيد من حلقاته لشخصيات خليجية، وإتاحة الفرصة للتعرف إليها. وهذا على رغم أن متطلبات الدعاية تجعل من الفواصل الإعلانية أمراً لا يحتمل لكثرتها وطولها وقطعها المتواصل لـ «حلو الكلام»!