«العربية. نت»، رويترز - في تطور لافت، تقدم أعضاء الجالية المصرية في فرنسا ببلاغ رسمي الى سلطات مكافحة الإرهاب الفرنسية يتضمن معلومات جديدة تثبت براءة الشاب المصري عبدالله رضا الحماحمي، المشتبه في تنفيذه «هجوماً» قرب متحف اللوفر، في وقت أفاد مكتب الادعاء في باريس، أن الحماحمي الذي أطلق عليه جندي النار خارج متحف اللوفر، «تحسنت حالته الصحية وصار من الممكن استجوابه، وقد تم نقله إلى مقر احتجاز رسمي». وأصيب الحماحمي (29 عاماً) بعدة طلقات الجمعة الماضي، بعد إقدامه على مهاجمة جنود بسلاح أبيض، فيما وصفه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بهجوم إرهابي. وقال مسؤول في مكتب الادعاء: «لم تعد حياته في خطر». وأفاد مصدر قضائي ان المشتبه فيه «يرفض حتى الان التحدث الى المحققين» موضحا انه سيتم استجوابه مجددا لاحقاً.وأصيب جندي واحد بجروح طفيفة في الهجوم قرب مدخل المتحف الذي فتح أبوابه مجدداً أمام الجمهور، بعدما أغلق بعد الحادث. وأكدت الشرطة أن المهاجم كان يحمل أيضا حقيبة على ظهره بداخلها بخاخ طلاء، لكن لم يوجد بها أي متفجرات. في المقابل، أعلن الناطق الرسمي باسم الجالية المصرية في فرنسا رزق شحاتة، لـ«العربية.نت» أنه تقدم صباح امس، ببلاغ رسمي لسلطات مكافحة الإرهاب الفرنسية يشرح فيه كافة التفاصيل حول الشاب المصري وبياناته، موضحاً فيه صعوبة «تورطه في تنفيذ الجريمة» حيث إن ما حدث وفقاً لروايات زملائه هو أن الشاب عندما دخل متحف اللوفر طلب شرطي استيقافه وناداه باللغة الفرنسية أن يتوقف فلم يفهم الشاب المصري ذلك لجهله بتلك اللغة، فتوجه إليه الشرطي الفرنسي ونهره بشدة ونشبت بينهما مشادة قام على إثرها شرطي آخر بإطلاق النار عليه لاعتقاده بأنه يتشاجر مع زميله وأصابه بثلاث رصاصات في القدم واثنتين في البطن. وأفاد شحاتة أنه طلب من سلطات مكافحة الإرهاب الفرنسية اللجوء الى الكاميرات المثبتة في بوابات المتحف للتأكد من صدق الرواية. وأضاف أنه قال للمسؤولين الفرنسيين إن «الشاب ينتمي الى عائلة كبيرة في مصر وغالبية أفرادها يعملون في جهات أمنية ولا يعقل أن يكون ابنهم منتمياً الى تنظيم متطرف». وقدم شحاتة الى السلطات معلومات حول الشقة التي كان يقيم فيها الشاب خلال وجوده في فرنسا، مؤكداً أنه «كان يقيم في منطقة يسكنها غالبية المصريين ويؤجرون شققهم لزملائهم وأصدقائهم القادمين من مصر للسياحة والتنزه»، وقدم أيضاً الى السلطات معلومات حول رحلة عبد الله الأخيرة الى فرنسا والأماكن التي زارها والأصدقاء الذين قابلهم وجميعهم غير منتمين الى تنظيمات متطرّفة. وقال شحاتة إنه ذهب الى مستشفى «جورج بومبيدو» الذي يخضع فيه الشاب المصري حالياً للعلاج، حيث أجرى جراحة خطيرة وتم منع الزيارات عنه فضلاً عن وجود رقابة أمنية صارمة عليه، لكنه تأكد من المسؤولين الفرنسيين أن حالته مستقرة ومطمئنة وأنه يمكنه التحدث، وفور الاطمئنان عليه، سيتم استجوابه والاستماع لأقواله، وسيكشف تفاصيل ما جرى بينه وبين الشرطي، مضيفاً أنه تم تكليف محام بواسطة الجالية للدفاع عنه وحضور التحقيقات. من جانب آخر، كشف صالح فرهود، رئيس الجالية المصرية لـ«العربية.نت» أن «الشاب المصري ضحية مشاجرة عادية، ولم يحمل سكيناً أو خنجراً، خصوصا أن مثل هذه الأسلحة البيضاء لا تتواجد محال لبيعها في المنطقة التي كان يقيم فيها عبد الله»، مشككاً في واقعة «وجود سكين معه أو تورطه في طعن الشرطي الفرنسي». وقال فرهود إن «الواقعة مختلقة ومشابهة لواقعة الشاب المصري وليد يوسف الذي عثروا على جواز سفره في جوار مسرح هجوم استاد باريس العام الماضي، واعتقدوا وقتها أنه أحد المنفذين للهجوم ولكن تبين فيما بعد أنه ضحية وذهب للاستاد لمشاهدة مباراة فرنسا وألمانيا وفور خروجه أصيب في الهجوم وتعرض لشظايا خلال إطلاق النار من المنفذين». وذكر فرهود أنهم يتواصلون مع عائلة الحماحمي في الدقهلية في مصر ويبلغونهم بالأخبار أولاً بأول، مؤكداً أن «الشاب بريء وستثبت التحقيقات ذلك». وأضاف أنه اتصل صباحا بوزيرة الهجرة المصرية وأبلغها بتطورات الواقعة وشرح لها كافة التفاصيل التي تثبت براءة الشاب ووعدته بمساعدة أجهزة الدولة لإظهار الحقيقة كاملة. إلى ذلك، أغلق موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» حساب الشاب عبد الله الحماحمي بعد الإعلان عن الاشتباه بتورطه في تنفيذ هجوم متحف اللوفر، كما أغلق موقع الـ «فيسبوك» صفحته أيضاً. وفي القاهرة (الراي)، أفادت مصادر أمنية، أن «هناك فرقا أمنية، تبحث في ملف اتهام مصري، بتنفيذ عملية ارهابية في محيط متحف اللوفر، وأن جهاز الأمن الوطني، هو من تولى هذا الأمر، ويقوم حاليا بجمع المعلومات، حول سيرته السابقة وتحركاته الأخيرة». وحددت المصادر الأمنية لـ «الراي»، ان «التحريات الأولية عن المشتبه فيه، تؤكد انه ليس له سوابق في العمل السياسي او جنائي او متطرف بالانضمام الى اي تنظيمات ارهابية على المستوى الداخلي». وذكرت، أن «عبد الله رضا رفاعي الحماحمي، وهو من مواليد يونيو 1988، وصل إلى فرنسا نهاية يناير الماضي عن طريق دبي، وفقا لما اكدته السفارة المصرية في فرنسا للداخلية المصرية».