لم تعد أسر جنوب محافظة جدة مقتصرة على أفراد العائلة، بل أصبحت الفئران شريكة لهذه الأسر من كثرة انتشارها داخل الأحياء، حتى أصبح منظر الطرقات مألوفاً بوجودها وانتشارها على جانبي الطريق. وبرغم المكافحة الخجولة التي تنفذها صحة البيئة التابعة لأمانة جدة، إلا أن محاربتها توصف بالخجولة، إذ تتطلب مجهوداً ومعدات أفضل من الموجودة، ما جعل المشكلة قائمة إلى الوقت الحالي. و توجد هذه الفئران في الأحياء العشوائية والقديمة، وتشكل جماعات كبيرة، حتى أصبحت عنواناً لكثير من الحارات، فعندما يذكر اسم الحارة تذكر الفئران معها، خلاف شكلها الذي يدعو للاشمئزاز والخوف والريبة، إذ من الممكن أن تهاجم في أي لحظة وكل من يمر بجانبها. وتذمر مواطنو الأحياء الجنوبية في محافظة جدة خلال حديثهم إلى «الحياة» من وجود الفئران التي تقطن معهم في منازلهم، منشدين أمانة المحافظة بالتدخل السريع لحل مشكلة الفئران والقضاء عليها. من جهته، كشف المتحدث الرسمي لأمانة محافظة جدة عبدالعزيز الغامدي لـ «الحياة» عن وجود 25 فرقة لتغطية الأحياء والبلديات في المحافظة لحل مشكلة الفئران المنتشرة في تلك الأحياء، إضافة إلى اعتمادها نظام الحملات لتقليل الكثافات في الأماكن الأكثر تضرراً، موضحاً أنه من ضمن الآلية التي تتبعها الأمانة لمكافحة الفئران التنسيق مع شركات النظافة وعمل تزامن رفع النفايات مع أعمال المكافحة وحصر الأماكن الأكثر تضرراً، وتقسيم الأحياء إلى مربعات، والتنسيق مع شركات النظافة لعمل مســارات ليلية للضواغط لتعظيم جدوى الطعوم السامة في عمليات المكافحة. بدوره، أوضح رئيس المجلس البلدي في محافظة جدة الدكتور عبدالملك الجنيدي خلال حديثه إلى «الحياة» أن فرق مكافحة القوارض بالأمانة مستعدة للتعامل مع البلاغات الواردة عن وجود القوارض، مبيناً أنه في حال تأخرت المعالجة فإن أبواب الأمانة والمجلس البلدي مشرعة للشكوى، ويكون استقبال بلاغات الشكاوى من طريق البلديات الفرعية، وسائل الاتصال الاجتماعي، ونظام البلاغات الجغرافية. فيما بيّن المتخصص في الأمراض المعدية الدكتور نزار باهبري خلال حديثه إلى «الحياة» أن عضة الفأر للإنسان تسبب له مشكلات عدة تبدأ من الالتهابات البسيطة إلى أن تصل إلى أمراض متقدمة وخطرة من أهمها داء الكلاب الذي يؤدي إلى الوفاة في غالبية الأحيان. السعوديةمشكلة الفئران