تعطي حالة شفاء المريضة ليزا روزندهال، الأمل لملايين المرضى حول العالم الذين يعانون بعض أنواع السرطان المختلفة. فالسرطان هو ذلك المرض الذي ينشئ مقاومة في كثير من الأحيان تجاه العلاجات المستخدمة للقضاء عليه، ما يهدد حياة المرضى. ويئس الأطباء من شفاء ليزا، البالغة من العمر 26عاماً، وتوقعوا وفاتها خلال بضعة أشهر فقط، نتيجة إبداء جسدها مقاومة للعلاج الكيماوي والعلاجات الأخرى التي تستخدم لعلاجها خلال السنوات الماضية بعد أن تم اكتشاف كتلة ورم داخل دماغها عندما كانت بعمر 21 سنة، وتمت إزالة الورم، ولكن كشف تحليل الخزعة المأخوذة منه أنه ورم أرومي، وهو من الأورام التي يصعب علاجها. واتجه الأطباء إلى استخدام طريقة علاجية أخرى لأن الورم الذي تعانيه ليزا هو ورم ناتج عن الطفرة الجينية BRAFV600؛ أي أنه يعتمد على عملية الالتهام الذاتي، وهي عملية تحدث طبيعياً داخل الجسم؛ إذ تقوم بعض الخلايا بالتنظيف الداخلي عن طريق التهام المواد الغريبة ونقلها إلى منطقة الجسيمات الحالة داخل الخلية للتخلص منها. ويتم تحلل المواد الخليوية غير المرغوب فيها إلى لبنات بنائية للطاقة أو البروتينات، لاستخدامها وقت الحاجة عندما تنخفض معدلات الطاقة، أو للبقاء في حالة أمان من المواد السامة والمواد الممرضة، ولكن ما يحدث للأسف قيام بعض أنواع مرض السرطان بعملية الالتهام الذاتي ليقاوم بها العلاجات. ولأن نوع السرطان لدى ليزا، هو من ذلك النوع، اتجه الأطباء إلى استخدام دواء الملاريا الكلوروكين نظراً لمقدرته على تثبيط عملية الالتهام الذاتي فبدأ الورم في الضمور. ويقول باحثون من جامعة كولورادو قاموا بالتجربة الدوائية، إنهم أخضعوا 3 مرضى آخرين لهذا العلاج المدمج فتحسنت حالتهم. ويرى الباحثون أن إضافة مثبطات الالتهام الذاتي إلى العلاج المستخدم، لديها فوائد ليس فقط في حالة الورم الأرومي والسرطان الناتج عن الطفرة الجينية BRAF، فهي تجربة يمكن تطبيقها على بعض الأمراض الناتجة عن طفرات جينية أخرى.