أكد محمد الحمزاوي سفير مصر لدى كوت ديفوار، أن تدعيم العلاقات السياسية والتاريخية بين البلدين من أسس محاور عمل السفارة وهو ما أسفر خلال الفترة الماضية عن خمس زيارات وزارية من الجانبين حيث زار ٣ وزراء إيفواريين مصر هم: وزراء الدفاع والثقافة والتجارة الذي شارك في منتدى الاستثمار الأخير في شرم الشيخ كما أتى إلى كوت ديفوار وزيرا التعليم العالي والبيئة فضلا عن زيارتين لوفود برلمانية من مجلس النواب المصري. وأوضح - في حوار مع موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى كوت ديفوار - أنه تم توجيه دعوة رسمية إلى الرئيس الإيفواري الحسن واتارا لزيارة مصر، مؤكدا على أن السفارة المصرية نجحت في تغيير نمط التصويت الإيفواري في المحافل الدولية لصالح الموضوعات والقضايا التي تتبناها مصر وحصلت على تأييد كوت ديفوار في فوزها بعضوية مجلس الأمن الدولي وفي مجلس حقوق الإنسان فضلا عن عقد صفقات متبادلة في الترشيحات المصرية الإيفوارية في المحافل الدولية. وقال إنه تم تكثيف التعاون الأمني والعسكري بين البلدين خلال الفترة الماضية وهو ما عكس زيارة وزير الدفاع الإيفواري آلان دوناوي إلى مصر في سبتمبر الماضي وزيارته للهيئة العربية للتصنيع والتوقيع في مايو الماضي بأبيدجان على عقد إنشاء خط إنتاج وتجميع ألواح توليد الطاقة الشمسية وزيادة الدورات التدريبية للجيش الإيفواري، موضحا أنه يجري حاليا الإعداد لبروتوكول تعاون بين وزارتي الدفاع في البلدين والتنسيق بين وزارتي الداخلية المصرية والأمن والداخلية الإيفوارية لزيادة عدد الدورات التدريبية والمنح بالتعاون الوكالة المصرية للتنمية في إفريقيا. وتابع "إن المحور الثالث لعمل السفارة المصرية في أبيدجان هو رفع مستوى التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين والذي وصل إلى أكثر من ٤٥ مليون يورو"..مشيرا إلى أن هناك تركيزا على زيادة عدد المنتجات التي من الممكن تصديرها إلى السوق الإيفواري وأهمها مواد البناء والمواد الغذائية والصناعات الكيماوية والصناعات الهندسية والدواء. واستطرد قائلا:" نجحنا في إدخال الدواء المصري إلى كوت ديفوار ونأمل في تشجيع القطاعات المختلفة للدخول إلى السوق الإيفواري ومضاعفة حجم التبادل التجاري في العام الجاري ليصل إلى ١٠٠ مليون دولار ".. منوها بأنه تم الحصول على موافقة لافتتاح المكتب التجاري لتسهيل العمليات التجارية بين البلدين. وأكد على أن السفارة المصرية تبذل ما في وسعها لمساعدة أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة للدخول السوق الإيفواري وتوفير معارض لبضائعها بتكلفة بسيطة خاصة مع وجود ميزة وهي ثبات أسعار العملة المحلية (فرنك غرب إفريقي) لأنها مرتبطة باليورو وليس بالدولار فضلا عن إن منطقة غرب إفريقيا لها عملة واحدة وذلك بهدف زيادة عوائد التنمية على الاقتصاد المصري. وأوضح أنه تم طرح مبادرة إقامة مناطق تجارة حرة ولوجيستية ومخازن ومعارض في عدد من الدول لتعريف المستهلك على البضائع المصرية حيث يستطيع أن يقوم بذلك أحد المجالس التصديرية مما يسمح بتحقيق مكاسب كبيرة مع نسبة تحمل بسيطة.. مشيرا إلى أن كوت ديفوار تعد المحرك الرئيسي لاقتصاديات الدول الفرانكفونية وتخدم على دول أخرى حبيسة مثل بوركينا فاسو ومالي وتنزانيا. وقال "إن هناك زيارة لوفد تجاري مصري لبناني في شهر مارس المقبل في كوت ديفوار لمساعدة رجال الأعمال المصريين على التعرف عن قرب على السوق الإيفواري الذي يتسم بالانفتاح".. مشيرا إلى أنه سيتم افتتاح فرع لبنك "مصر لبنان" خلال الفترة القادمة في كوت ديفوار وهو بنك مصري في الأساس (الذي يمتلك بنك مصر 92% من أسهمه) وذلك لتمويل العديد من المشروعات والاستثمارات في البلاد. ونوه السفير المصري بأن كوت ديفوار تحتضن المقر الرئيسي للبنك الإفريقي للتنمية الذي يدعم الاقتصاد المصري حيث تعد مصر ثاني أكبر شريك إفريقي والثالث على مستوى العالم في رأس مال البنك، وتحتفظ بتأثير في هذا البنك التنموي واستطاعت خلال الفترة الأخيرة الحصول على تمويل في صورة قروض ميسرة لدعم الموازنة العامة من البنك بلغ مليارا ونصف المليار دولار وذلك على ثلاث دفعات الأولى في عام ٢٠١٥ والثانية كانت في عام ٢٠١٦ والقادمة في العام الحالي فضلا عن تمويل تمويل بعض المشروعات الخاصة بالبنية التحتية وبعض مشروعات القطاع الخاص في مجال الطاقة والصحة وتم تعيين مصري ضمن نواب مدير البنك وهو ما يعكس حجم الثقل المصري لدى هذ المؤسسة المصرفية الهامة. وقال إنه يتطلع لزيادة عدد رحلات مصر للطيران إلى أبيدجان حيث توجد رحلة مباشرة واحدة فقط أسبوعيا، مشيرا إلى أنه على يقين بأن وجود مصر للطيران سوف يسهم في زيادة حجم التجارة والاستثمار بين البلدين فضلا عن السعي لجذب عدد من الجاليات الموجودة في كوت ديفوار وكذلك المواطنين ممن لديهم قوة شرائية لزيارة مصر وذلك لزيادة عوائد السياحة. وعلى صعيد العلاقات الثقافية بين البلدين..أوضح الحمزاوي أن هناك تعاونا ثقافيا وثيقا بين البلدين وهناك مذكرة تفاهم بين وزارتي الثقافة في كلا البلدين وجاهزة للتوقيع لتعزيز هذا التعاون كما تم دعوة كوت ديفوار في العديد من المهرجانات الثقافية في مصر وكانت ضيف شرف مهرجان الأقصر للسينما ومهرجان الطبول الذي عقد في إبريل الماضي بالقاهرة، وجاءت إلى كوت ديفوار إحدى الفرق الاستعراضية للمشاركة على مدار أسبوع في إحدى المهرجانات في أبيدجان وحضره أكثر من ٣ آلاف طالب إيفواري وذلك بالتنسيق مع وزارة التعليم الإيفوارية.