×
محافظة المنطقة الشرقية

مأسسة عمل الخير

صورة الخبر

اليمين المتطرف بأوروبا وجد في الرئيس ترامب مصدر إلهام، مظاهرات مؤيدة لترامب في اليونان مثلا، وربما يصعد اليمين في هولندا وفرنسا وألمانيا إذا استمر الحال على هذا النحو. العربأسعد البصري [نُشرفي2017/02/05، العدد: 10534، ص(4)] أصوات قلقة قرار الرئيس ترامب الصادر في 27 يناير 2017 منع دخول المواطنين من سبع دول هي العراق وإيران واليمن والسودان والصومال وسوريا وليبيا يتم تبريره بالحظر المؤقت الذي أصدره الرئيس السابق كارتر ضد الإيرانيين بعد أزمة الرهائن الأميركيين، حيث احتجز الخميني 60 دبلوماسيا أميركيا في طهران لمدة 444 يوما من 1979 وحتى بداية 1981 حيث تم إطلاق سراحهم بعد ساعات من قسم الرئيس الجديد رونالد ريغان. الرئيس كارتر منع جميع الإيرانيين من دخول الولايات المتحدة ولكنه استثنى المعارضين للجمهورية الإسلامية والذين هم في حالة صحية حرجة. حينها تم تعميم قرار لجميع الطلاب الإيرانيين في الولايات المتحدة بتقديم طلب هجرة خلال شهر وألا يتم إعادتهم إلى بلادهم. لم يستمر القرار لأكثر من سنة واحدة خلالها قدم 60 ألف إيراني طلب هجرة و430 تم طردهم من البلاد و5 آلاف عادوا إلى بلادهم بشكل طوعي. كارتر أيضا ألغى جميع التأشيرات للإيرانيين، ولكن لم يؤثر ذلك القرار على عدد كبير منهم لأن معظمهم كان داخل الولايات المتحدة ولم يكونوا في حالة انتقالية. بروفيسور القانون كرمت روزفلت قال إن الفرق هو أن قرار كارتر كان ضد مواطني دولة معادية للولايات المتحدة، بينما قرار ترامب يستهدف المسلمين بغض النظر عن مواقف حكوماتهم. قرار ترامب يتناقض مع اتفاق جنيف للاجئين عام 1951 الذي يمنع إعادة اللاجئين إلى أماكن يمكن أن يتعرضوا فيها للخطر، وهذا كان جوهر كلام المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع دونالد ترامب في محادثتها الهاتفية معه. سيناتور بالكونغرس قال لا توجد عملية إرهابية واحدة قام بها لاجئ أو مهاجر في أميركا. الذين نفّذوا أعمالا إرهابية في أميركا ليسوا لاجئين. وصرح السناتور جون ماكين مؤخرا بأنه لا يعتقد أن قرار الرئيس ترامب قد تم إعداده بشكل جيد، ويخشى أن يكون “جرحا” تستفيد منه المنظمات الإرهابية. منع العراقيين من دخول الولايات المتحدة، رغم أن الحكومة حليفة لواشنطن وشريك عسكري بالحرب على الإرهاب، يعني شيئا واحدا وهو أنه قرار وقائي من ردة فعل الشيعة تجاه ضرب الجمهورية الإسلامية وفي سؤال حول كلام الرئيس عن مصادرة النفط العراقي قال ماكين “لا أفهم هذا الكلام، كيف يمكن فعل ذالك؟”. قرارات البيت الأبيض لا تبدو معدة بشكل قانوني جيد. طبيب إيراني متخصص عنده إقامة بأميركا ذهب في سفرة عمل لعلاج طفل في إيطاليا وهو اليوم لا يستطيع العودة إلى المستشفى الأميركي الذي أرسله. شخصيا ضد المبالغة. مثلا وزير دفاعنا الكندي سيخي هندي يلبس العمامة. دائما أقول لأصدقائي الكنديين هذه مبالغة وربما تكون لها ردود فعل غير سارة. بعض البيض في مقاطعة ألبرتا مثلا لا يحبون ذلك. فليكن وزير دفاعنا أبيض بلا مشاكل. الطريف أن وزير الهجرة الكندي أحمد حسان صومالي ونصحته الحكومة بعدم السفر إلى الولايات المتحدة حتى تفهم الحكومة الكندية معنى الحظر الذي وضعه ترامب. على الأقل علمنا الآن بأن كلمات الرئيس ترامب قد ألهمت بعض المتطرفين لمهاجمة مسجد في مقاطعة كيبك الكندية وقتلوا ستة من المصلين. انقلاب المعايير الأميركان جلبوا رجلا أسود مهاجرا من أصول مسلمة جعلوا منه رئيسا بالبيت الأبيض لثماني سنوات، وكانت النتيجة عاصفة دونالد ترامب اليوم. حتى إيران تبالغ فقد وضعت 12 سياسيا مثل آية الله محمود الشاهرودي من أصول عراقية بمناصب عليا في السلطة. كثير من الإيرانيين اليوم يقولون لي هذه حكومة عراقية. المبالغة واستفزاز هوية الشعوب أمر يأتي بنتائج عكسية. دونالد ترامب جعل قناة فوكس نيوز اليمينية المتطرفة تدافع عن المسلمين. صقور العنصرية أمثال بل أو رايلي وديك تشيني يدافعون عن المسلمين، نتنياهو شخصيا صار يدافع عن المسلمين. هذا أشبه بظهور شخص طائفي إلى درجة تجعل ياسر الحبيب نفسه يدافع عن السنّة، أو قناة وصال تدافع عن الشيعة. الشعب الأميركي نفسه يشعر بقلق، فبعد 24 ساعة من إحراق المركز الإسلامي في تكساس على يد مجهولين، جمع أهالي تكساس المسيحيون أكثر من نصف مليون دولار في يوم واحد في حملة تبرعات شملت حتى الكنائس لبناء مركز إسلامي أكبر من الذي احترق. هذا شعب طيب ولا يقبل بالظلم. نحن أمام رئيس يتحدث عن الحرب في الفلبين نهاية القرن التاسع عشر حيث طرد الأميركان الإسبان. يقول حدثت أعمال إرهابية هناك فقبض الضابط الأميركي على خمسين مسلما وغمس الرصاص بدم الخنزير ثم أمر بإطلاق النار على 49 منهم. بعدها أمر الناجي الوحيد بالعودة إلى قومه وإخبارهم ما حدث والنتيجة لخمس وعشرين سنة لم تحدث أعمال إرهابية. يقول الرئيس هكذا يجب أن نتصرّف بحزم. المضحك أن الإيرانيين كانوا متحمسين لترامب، وصوّت له مليون أميركي من أصل إيراني. كانوا يظنون بأنه سيزعج السنّة والعرب لكن أول شيء فعله وضع حظرا على الإيرانيين، وإيران ردت بالمثل، ما يعني أن المهاجر الإيراني لم يعد بإمكانه زيارة بلاده لأنه أميركي، ولم يعد أهله يستطيعون زيارته لأنهم إيرانيون. العالم قد يشهد فوضى كبيرة يقول ترامب نحتاج إلى فحص دقيق لمواطني بعض الدول. هناك مليون مقيم إيراني وطالب لجوء يشعرون بأن حلمهم بالجنسية الأميركية قد تبخّر. يقول ترامب نحن لا نعلم الأفكار المرعبة التي تدور في عقول هؤلاء الناس. منع السوريين بشكل أبدي من دخول أميركا، شيء مضحك أن يجمع السوريين والإيرانيين مصاب واحد. اليمين المتطرف بأوروبا وجد في الرئيس ترامب مصدر إلهام، مظاهرات مؤيدة لترامب في اليونان مثلا، وربما يصعد اليمين في هولندا وفرنسا وألمانيا إذا استمر الحال على هذا النحو. قد يشهد العالم فوضى كبيرة حقا، إن ما يجري خطير. الكاتب المعروف روبرت فيسك التقى عام 2004 في العراق ضابطا بالمخابرات الأميركية وقال له حسنا قمتم باحتلال العراق ما هي خطتكم؟ الرومان عندما كانوا يحتلون أرضا يضمونها إلى الإمبراطورية ويصبح سكان البلاد مواطنين رومانيين. هل ستعطون العراقيين الجنسية والجواز الأميركي؟ يجب أن تمنحوهم شيئا مقابل احتلال بلادهم. بعد كل ذلك الحديث الذي وجّهه الرئيس جورج بوش ودفاعه عن العراقيين ضد الدكتاتور، الآن ترامب يضع العراقيين ضمن القائمة السوداء لا يريدهم في بلاده. وقف ترامب مع تجارة السلاح بالولايات المتحدة، وبسبب السلاح يُقتل في أميركا 25 أميركيا يوميا، بينما 750 ألف مهاجر دخلوا أميركا في السنوات الماضية لم يرتكب أيّ واحد منهم عملية إرهابية. شيعة العراق مثلا قتل داعش والقاعدة منهم عشرات الآلاف وأكثر الناس تعاونا مع الولايات المتحدة لمواجهة داعش. كيف تكون المكافأة منعهم من دخول الولايات المتحدة بحجة الإرهاب. بينما دولة تطوع منها 7 آلاف مجاهد التحق بداعش لقتال شيعة العراق بحسب مصادر مخابراتية أميركية ليست ضمن القائمة. نأي عراقي عن إيران أثار انتباهي أن حامل الجنسية الأميركية إذا كانت عنده جنسية عراقية أيضا ربما يزعجونه إذا عاد من العراق بالمطار. وهناك تساؤلات من كندا وبريطانيا حول الموقف من حامل جنسية هذه الدول إذا كان من أصول عراقية أو بقية الدول المحظورة. هذه عقوبة قاسية وخطوة معادية. الرئيس ترامب يأمر بوضع خطة خلال ثلاثين يوما لمحو داعش من الوجود. على العراقيين تحرير الموصل سريعا وإنقاذ الناس. من الممكن الرئيس ترامب يمحو الموصل من الوجود. وربما مدينة الرقة السورية ستختفي من على وجه الأرض، ترامب يحتاج أن يضرب مثلا تاريخيا كما فعل الرئيس هاري ترومان عندما ضرب هيروشيما وناكازاكي بالقنابل النووية التي لم تركّع اليابان فقط، بل أصابت العالم كله بالرعب. لا تنس أن الجيش الإمبراطوري الياباني كان أفظع من داعش بالوحشية فقد اختطف 400 ألف سيدة كورية وصينية لمتعة الجيش ياباني الجنسية كما فعل داعش بالإيزيديات. لم أتخيل بأنني سأكون مضطرا لكتابة مشورة لصالح الحكومة العراقية رغم أنني معارض. إن تحركات الرئيس ترامب لها تفسير واحد وهو ضرب إيران بعد كنس الإرهابيين. فكما كان قرار كارتر بمنع دخول الإيرانيين يعتبر قرارا وقائيا قبل تشجيع العراق ودعمه للحرب ضد إيران عام 1979، يعتبر قرار ترامب قرارا تمهيديا للحرب على إيران. دونالد ترامب جعل قناة فوكس نيوز اليمينية المتطرفة تدافع عن المسلمين. صقور العنصرية أمثال بل أو رايلي وديك تشيني يدافعون عن المسلمين، نتنياهو شخصيا صار يدافع عن المسلمين لا نعرف كيف ستدير أميركا هذه الحرب؟ هل بالمزيد من العقوبات؟ أم بتكليف دول إقليمية أم بتحالف تقوده الولايات المتحدة؟ كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموجهة للشعب الإيراني يمكن اعتبارها بيان حرب. الرجل ذكر بأن جوهر لقائه القادم في واشنطن بالرئيس ترامب هو مواجهة التحدي الإيراني. على الحكومة العراقية تفعيل تحالفاتها مع الولايات المتحدة واللعب بحذر، لأن منع العراق من دخول الولايات المتحدة رغم أن الحكومة حليفة لواشنطن وشريك عسكري بالحرب على الإرهاب يعني شيئا واحدا، وهو أنه قرار وقائي من ردة فعل الشيعة تجاه ضرب الجمهورية الإسلامية. تصريحات السيد مقتدى الصدر الأخيرة ضد إسرائيل وأميركا تحملها الإدارة الأميركية على محمل الجدّ، وعلى المقربين منه تنبيهه إلى التخفيف من لهجته، فالسرّ هو التحكم بالأعصاب والغرائز. أنتم ترون الدول السنية تتفرج على معاناة سوريا والعراق دون حراك، الآن عليكم التفرج على ضرب إيران دون حراك وإلا فمصير شيعة العراق إلى المجهول خصوصا وأن الثارات تحيط بكم من كل جانب. حرصا على العراق ووحدته على الحكومة التحرك بشكل مكثف وإخراج العراق من وحدة المصير مع إيران، لا بأس بتفعيل التحالف الوثيق مع الولايات المتحدة، خصوصا وأن ضبّاط الفرقة الذهبية قد تدربوا على يد الجيش الأميركي ولهم علاقات وثيقة مع جنرالات أميركان، وأيضا لا تنسوا اليد المفتوحة للعرب التي يمكن استثمارها لإخراج شيعة العراق من مصير إيران، في حال حدثت مواجهة مع صقور الأمن القومي الأميركي الذين جمعهم ترامب بشكل مخيف. على العراق ولو لمرة واحدة في التاريخ ألاّ يكون ضحية ولا يتصرف بحماقة. كاتب عراقي مقيم في كندا أسعد البصري :: مقالات أخرى لـ أسعد البصري نهاية محتملة للمشروع الشيعي في المنطقة, 2017/02/05 دونالد ترامب يتخبط, 2017/01/29 هل يتوقع الإخوان تحرير الشيعة للموصل وتسليمها لهم, 2017/01/22 عقابيل داعش , 2017/01/19 تراجع السنة السياسي هزيمة أم فخ لاستنزاف الإسلام الشيعي, 2017/01/15 أرشيف الكاتب