واشنطن: هبة القدسي أطلق مشرعون أميركيون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري وابلا من الانتقادات حول طريقة تعامل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مع الحرب الأهلية في سوريا، وطالبوا برد أميركي أقوى على الصراع ووقف التهديدات المتزايدة من المتطرفين في سوريا، وتحسين سبل اطلاع الكونغرس على خطط البيت الأبيض في الأزمة السورية. وفي جلسة استماع بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وجه السيناتور الجمهوري بوب كروكر انتقادات لعدم وجود استراتيجية واضحة لدى الإدارة الأميركية حول سوريا، وقال «ليس لدينا استراتيجية في سوريا ولم يكن لدينا استراتيجية منذ اليوم الأول»، مشيرا إلى أن إدارة الرئيس أوباما فشلت في تحويل ميزان القوى أو تحسين الأوضاع الإنسانية للسوريين ولم تحقق أهدافها في الإطاحة بالرئيس الأسد ولم تقدم أفكارا جديدة للمسار السياسي عبر محادثات جنيف. وأعرب السيناتور الديمقراطي روبرت منينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ عن خيبة أمل شديدة بعدما رفضت آن باترسون مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى الإجابة عن سؤال حول الاستراتيجية، وطالبت بمناقشتها في جلسة سرية مما دفع أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين إلى الثورة والغضب من إجابتها. وصاح السيناتور الجمهوري بوب كروكر قائلا: «هذا هراء، لا أستطيع أن أتخيل أن تقولي ذلك في هذا الإطار! سيعطي ذلك للناس انطباعا بأن لدينا استراتيجية عسكرية مرتبطة بسوريا وذلك.. أبعد ما يكون عن الحقيقة، هذا أسوأ هراء مضلل سمعته منذ بدأت عملي في مجلس الشيوخ». ووجه السيناتور الديمقراطي منينديز سؤالا لباترسون حول ما إذا كان لدى إدارة أوباما أي خطط عسكرية لتغيير حسابات الرئيس السوري بشار الأسد وتحقيق انتصار عسكري، وردت باترسون قائلة: «لن يكون هناك مجال لتخويفي للإجابة عن ذلك»، وأضافت: «أنا أؤكد لكم أن الإدارة ليس أمامها خيارات عسكرية على الطاولة»، فرد عليها السيناتور كروكر قائلا: «إذن، ما هي استراتيجيتكم؟! أنا لا أرى واحدة سوى ترك الناس يقاتلون بعضهم بعضا!». بينما أعرب السيناتور منينديز عن خيبة أمله قائلا: «لدي مشكلة مع إجابة عامة عن سؤال عام، إذ لا يمكن أن أصدق أن ذلك سري». وقال السيناتور الجمهوري جون ماكين وهو منتقد دائم لسياسة أوباما الخارجية، إن السياسة الأميركية إزاء سوريا تمثل «فشلا ذريعا». وقال «تقف أعظم أمة في العالم بلا حراك وهي تشاهد هذه الإبادة الجماعية تحدث». واختلف السيناتور كروكر مع ما قاله توم كانتريمان المسؤول عن قضايا انتشار الأسلحة بأن خطة الأسلحة الكيماوية كانت بناءة. وقال كروكر «أنا أختلف معك بشدة. مع احترامي.. أعتقد أنك واهم». واعترفت باترسون بعد الكثير من الأخذ والرد مع أعضاء اللجنة بأن سياسات الإدارة «ليست جيدة»، وقالت «نحن لا نفعل ما يكفي بمساعدة المعارضة المعتدلة». وأشارت إلى أن الإدارة الأميركية تقوم بمراجعة سياساتها تجاه سوريا، بينما اعترف مسؤولون كبار بالإدارة بأن هناك بعض الأفكار الجديدة على الطاولة. وأبرزت مناقشات ساخنة خلال استجواب باترسون وتوم كانتريمان، وهو مساعد آخر لوزير الخارجية، الانقسام العميق بشأن السياسة الخارجية بين الكونغرس سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين، وإدارة أوباما. جاءت جلسة الاستماع بعد يوم من إسقاط الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إصلاحات لصندوق النقد الدولي تسعى إليها إدارة أوباما من مشروع قانون مساعدات لأوكرانيا، قائلين إنهم شعروا أن دفع مشروع القانون سريعا هو أكثر أهمية. ويشعر أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بخيبة أمل لفشل الإدارة في فعل المزيد في سوريا، حيث قتل 140 ألف شخص وتحول الملايين إلى لاجئين وتدرب آلاف المقاتلين المتشددين الأجانب على حمل السلاح للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وكانت لجنة العلاقات الخارجية قد صوتت في مايو (أيار) الماضي للسماح بإرسال مساعدات عسكرية للمعارضة السورية، ووافقت في سبتمبر (أيلول) على استخدام القوة العسكرية الأميركية في الصراع. لكن لم ترسل واشنطن مساعدات فتاكة وتخلى البيت الأبيض بعد ضغط أعضاء آخرين في الكونغرس عن خطط لقصف سوريا بعد الاتفاق مع روسيا على تدمير أسلحة الأسد الكيماوية. وانتهت الجلسة بعد أن طلبت اللجنة عقد جلسة سرية لسماع شهادة عما يجري بشأن بحث القيام بعمل عسكري والإجراءات التي يجري اتخاذها، وإفادة عن تدمير أسلحة الأسد الكيماوية. وقال السيناتور منينديز «إذا كنتم لا تقدرون على ذلك، فعرفونا بذلك حتى لا يضيّع أحد منا الوقت».