لن اتحدث عن اشراط الساعة وظهور المعزف والغناء، فهذا يحتاج لدراسة بحثية مختلفة في المضمون ، وإنما أتحدث عن ظهور معازف وغناء وسينما هيئة الترفيه كحدث يطفوا على سطح الحياة الاجتماعية السعودية، أطل علينا المغنى براسه من بين ركام الخوف وبدت تلوح في الافق ملامح صالات السينما المغلقة من عهد أتباع جهيمان إلى الأن . رئيس هيئة الترفيه ومع اقتراب برامج الترفيه ذهب للمفتي مقبلا راسه ومستمعا لوجهة نظر أعلى مقام للشريحة الدينية مخالفا بذلك مسئوليات المنصب، والأخطر من ذلك مخالفا ناموس الحياة البشرية السوية التي حددها القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه. رئيس الهيئة مثله مثل عدد ممن تسنموا مسئولياتهم الوزارية والقيادية في البلاد، حيث يمارسون الخنوع والتركيع الذاتي للشريحة الدينية والدخول في نفق مظلم عطل الحياة المتوازنة في شارع المجتمع السعودي سنوات وسنوات، وهذا ما فعله رئيس هيئة الترفيه مجرد استنساخ التجربة وارتداء الموروث بطريقة الاذعان والانحناء والخوف من القوة الفكرية والدينية التي تضعه إن خرج عنها في زاوية ضيقة للغاية. ما هي الإجابة التي كان يتوقعها رئيس هيئة الترفيه ؟ هل توقع أن يبارك المفتي له مشروعه الغنائي السينمائي الترفيهي ؟ هل كان يتوقع اجابة غير الاجابات السابقة التي خرج بها من سبقوه؟ هل يريد إحراج العلماء والفقهاء والمفتي لكي يفرضوا شيء أقوى من مضمون القرآن الكريم ؟ هل يعتقد أن استمالة الشريحة الدينية بهذه الزيارة سيغير موقفها نحو هذه الفعل ؟ الأسئلة متناثرة والاجابات متطابقة فلو ذهب رئيس هيئة الترفيه لأي عضو في هيئة كبار العلماء أو للمفتي مباشرةً أو لأي متدين في أقصى نقطة من البلاد سيجد نفس الاجابة فلماذا ذهب لزيارة المفتي ؟ المنصب وتسلمته من ولي الأمر وأنت تعرف مسئولياتك تماما، وعليك أن تقوم بها أو تتركها لغيرك دون الذهاب للمفتي، والقرآن الكريم كمرجع للمسلمين يبين لك خطواتك وبالتالي أنت تعلم جيدا أن ما تقوم به مخالفا أو ممكنا فلماذا تحرج منصبك وتحرج المفتي؟ أنت تعلم جيدا أنه لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ً، وإن المولى عز وجل جَعَل لكل منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة.. فهل غابت عنك التعاليم الواضحة في القرآن الكريم ؟ هل تريد سكان السعودية كلهم على فكر واحد واتجاه واحد؟ هل تريد توريط المفتي ليجعل السعوديين على شرعة واحدة ومنهاج واحد ؟ هل تريد أن نكون شعب الكرة الأرضية المختار؟ هل تريد أن تخرج من صومعة الفكر المرحلي لتدخلنا في دهاليز الصحوة المزعومة ؟ إذا كان المولى عز وجل يستنكر على صفوة البشر محمد صلى الله عليه وسلم إلى درجة السؤال الحاد أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ؟ فكيف وأنت تذهب للمفتي وكأنك تريد منه أن يكره الناس على اتبعا فكر واحد واتجاه محدد بالقوة الجبرية وليس بالاختيار؟ لقد أحرجت منصبك وأحرجت كل من يعملون في فلكك، ورسبت في اختيار الوقت والزمان.. تستطيع الابتعاد عن المنصب أو المضي قدما في مهماتك وعليك وزر ما تقوم، به أما الذهاب للمفتي فليس حلا.. أنصحك بقراءة كتاب صدام الحضارات فيليبس هنتنجتون ثم قراءة نظرية الاستجابة والتحدي آرنولد توينبي بدلا من ارتداء ثوب لغيرك لا لك. الرأي د. صالح بن ناصر الحمادي كتاب أنحاء