يتطلع أي فريق كروي لأن يبدأ الموسم الرياضي بكل قوة، ليستمد الدافع المعنوي اللازم لتحقيق أهدافه الموضوعة والمرجوة، خصوصا حينما يكون التنافس كبيرا ومثيرا كما هو حادث في دوري جميل الممتاز. والقادسية، الذي أبقى على الوطني حمد الدوسري، على رأس الهرم الفني لفريقه الكروي الأول، كعربون وفاء له، للمجهودات الكبيرة التي قدمها في الموسم الماضي، والتي تكللت ببقاء القادسية ضمن فرق النخبة، لم تكن بدايته في الموسم الحالي كما كان يتوقع لها، خاصة فيما يتعلق بالناحية النتائجية، حيث قدم الفريق مستويات راقية جدا في بعض المباريات، لكنها لم تكن كافية لمنع الخسارة أو تحقيق انتصار واحد على أقل تقدير. ووسط تزايد الضغوطات، قرر حمد الدوسري تقديم استقالته، عقب نهاية الجولة السابعة، مكتفيا حينها بتحقيق ثلاث نقاط من ثلاثة تعادلات، كان أبرزها مع الشباب في الجولة الأولى. بعدها تحركت الادارة القدساوية سريعا جدا، لايجاد البديل المناسب، وسط تكليف الجزائري رياض بلخير، لقيادة مباراة الخليج التي انتهت بنتيجة سلبية. ومع نهاية الجولة الثامنة، واستقالة أنجوس من تدريب الفيصلي، كان العجوز البرازيلي هو الحل الأنسب، لما عرف عنه من امكانات تدريبية كبيرة، وحرصه على اعطاء الفرصة للاعبين الأكثر تميزا دون النظر للأسماء. بداية أنجوس لم تكن مميزة هي الاخرى، فقد تعادل مع الفتح بهدف لمثله، وتلقى خسارة كبيرة من الاتحاد بثلاثية نظيفة، لكن روحا مغايرة هبت على ذلك المركب، الذي تزين باللونين الأحمر والأصفر، لتعلن عن بدء مرحلة جديدة لبني قادس. الانطلاقة كانت في مباراة الرائد، التي تمكن فيها أنجوس من قيادة القادسية للانتصار بثلاثية نظيفة، ليعود من بعيد في مباراة الاتفاق، ويتعادل معه بهدفين لمثلهما، عقب أن كان متخلفا في الشوط الأول بهدفين نظيفين، ليبث الثقة في صفوف فريقه الشاب، ويؤكد لهم قدرته على تغيير الأمور فنيا، متى ما تكاتفوا ووضعوا ثقتهم فيه. ومنذ الانتصار على الرائد والتعادل مع الاتفاق، بدأ معدن القادسية الحقيقي في البروز، فبات الفريق يقدم مستوى هجوميا متميزا جدا، كلله بانتصار غاية في الاهمية على النصر، ثم التعادل مع الهلال في مباراته الاخيرة، أوصله للنقطة الـ (17)، مما أبعده نوعا عن منطقة الخطر. التغيرات الكبيرة التي احدثها أنجوس على المستويين الفني والمعنوي، والقوة الهجومية التي تمثلت في تسجيل القادسية لـ (18) هدفا خلال تسع مواجهات، أي بمعدل هدفين لكل مباراة، بحاجة إلى مزيد من التركيز على النواحي الدفاعية، حيث شهدت المباريات التي تولى أنجوس الاشراف عليها تسجيل (15) هدفا في مرماه.